للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أنه لا يزال في هذه الأمة طائفة متمسكة بالحق الذي بعث (١) به محمد (٢) صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة (٣) وأنها لا تجتمع على ضلالة (٤) ففي النهي عن ذلك تكثير لهذه الطائفة المنصورة، وتثبيتها، وزيادة إيمانها، فنسأل الله المجيب أن يجعلنا منها (٥) .

وأيضا: لو فرض أن الناس لا يترك أحد منهم هذه المشابهة المنكرة؛ لكان في العلم بها معرفة القبيح، والإيمان بذلك؛ فإن (٦) نفس العلم والإيمان بما كرهه الله خير، وإن لم يعمل به، بل فائدة العلم والإيمان أعظم من فائدة مجرد العمل الذي لم يقترن به علم، فإن الإنسان إذا عرف المعروف وأنكر المنكر كان خيرا من أن يكون ميت القلب لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده؛ فإن لم يستطع فبلسانه؛ فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان» (٧) رواه مسلم.

وفي لفظ: «ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» (٨) .


(١) في المطبوعة: بعث الله.
(٢) في المطبوعة: محمدا.
(٣) أحاديث الطائفة التي تتمسك بالحق إلى قيام الساعة أحاديث صحيحة وثابتة وكثيرة في الصحاح والسنن والمسانيد، وقد ذكر المؤلف منها الكثير.
(٤) حديث: (لا تجتمع أمتي على ضلالة) مر. انظر فهرس الأحاديث.
(٥) في (ب) : منهم. وقوله: فنسأل الله المجيب أن يجعلنا منها: ساقطة من (أ) .
(٦) بذلك فإن: سقطت من (أ) .
(٧) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، وأن الإيمان يزيد وينقص، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان، حديث رقم (٤٩) ، (١ / ٦٩) .
(٨) هذا اللفظ أيضا في صحيح مسلم، في الكتاب والباب المذكورين آنفا، حديث رقم (٥٠) ، (١ / ٧٠) ، وسياق الحديث، في جهاد الذين يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>