للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله (١) {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: ١٠] (٢) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «عودوا المريض وأطعموا الجائع وفكوا العاني» (٣) وهذا كثير معلوم.

فإذا (٤) كان نفس الفعل المأمور به مشتقا من معنى أعم منه؛ كان نفس الطلب والاقتضاء قد علق بذلك المعنى الأعم، فيكون مطلوبا بطريق الأولى.

* الوجه الثاني: أن جميع الأفعال مشتقة، سواء كانت (٥) مشتقة من المصدر، أو كان المصدر مشتقا منها، أو كان كل (٦) منهما (٧) مشتقا من الآخر، بمعنى: أن بينهما مناسبة في اللفظ والمعنى، لا بمعنى: أن أحدهما أصل والآخر فرع، بمنزلة المعاني المتضايفة (٨) كالأبوة والبنوة أو كالأخوة من الجانبين، ونحو ذلك.


(١) وقوله: ساقطة من (أط) .
(٢) سورة الحجرات: الآية ١٠.
(٣) هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " فكوا العاني - يعني الأسير - وأطعموا الجائع وعودوا المريض ".
انظر: فتح الباري، كتاب الجهاد، باب فكاك الأسير، حديث رقم (٣٠٤٦) ، (٦ / ١٦٧) ، وأخرجه أيضا في مواضع أخرى كثيرة.
كما أخرج الحديث أبو داود في سننه بلفظ: " فكوا العاني وأطعموا الجائع " في كتاب السير، باب في فكاك الأسير (٢ / ٢٢٣) ؛ وأحمد في المسند (٤ / ٣٩٤، ٤٠٦) .
(٤) في (ج د) : فإن.
(٥) في المطبوعة: كانت هي.
(٦) في المطبوعة: كل واحد.
(٧) في (ب) : منها.
(٨) أي: التي يضاف وينسب بعضها إلى بعض كإضافة الابن إلى الأب على أن الابن فرع عن الأب وعلى أن الأب أصل للابن، وهذا بخلاف اشتقاق الفعل من المصدر، والعكس، فإن الاشتراك بينهما لا يعني أن أحدهما أصل للآخر ولا العكس، إنما لمناسبة تقع بينهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>