للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإبدال يقع في الجمل كما يقع في المفردات كقوله تعالى: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} [البقرة: ٤٩] (١) فهذا الذبح والاستحياء هو سوء العذاب كذلك هنا هذا (٢) هو المخالفة للمشركين المأمور بها هنا (٣) لكن الأمر بها أولا بلفظ مخالفة (٤) المشركين دليل على أن جنس المخالفة أمر مقصود للشارع وإن عينت هنا في هذا الفعل فإن تقديم المخالفة (٥) علة (٦) تقدم العام على الخاص كما يقال: أكرم ضيفك: أطعمه، وحادثه. فأمرك بالإكرام أولا دليل على أن إكرام الضيف مقصود، ثم عينت (٧) الفعل الذي يكون إكراما (٨) في ذلك الوقت.

والتقرير من هذا الحديث شبيه بالتقرير من قوله: لا يصبغون فخالفوهم. وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس» (٩) .

فعقب الأمر بالوصف المشتق المناسب، وذلك دليل على أن مخالفة المجوس (١٠) أمر مقصود للشارع، وهو العلة في هذا الحكم، أو علة أخرى،


(١) سورة البقرة: من الآية ٤٩، وفي (ب) : سرد الآية إلى آخرها: / ٣٠ وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم / ٣٠.
(٢) هذا: سقطت من (أ) .
(٣) هنا: سقطت من (ط) .
(٤) في (د) : المخالفة دليل، بزيادة: أل، وبسقوط: المشركين.
(٥) قوله: تقديم المخالفة علة: سقطت من (أ) .
(٦) في (ب) : عليه.
(٧) في (ب) : عين.
(٨) في (ب) : "إكراما ما في ذلك"، وفي المطبوعة: "إكراما له في ذلك".
(٩) الحديث في صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة، حديث رقم (٢٦٠) ، (١ / ٢٢٢) .
(١٠) في (ج د) : أن المخالفة للمجوس.

<<  <  ج: ص:  >  >>