للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو بعض علة، وإن كان الأظهر عند الإطلاق: أنه علة تامة؛ ولهذا لما فهم السلف كراهة التشبه بالمجوس، في هذا وغيره، كرهوا أشياء غير منصوصة بعينها عن النبي صلى الله عليه وسلم من هدى المجوس.

وقال المروذي (١) سألت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - عن حلق القفا (٢) فقال: هو من فعل المجوس، ومن تشبه بقوم فهو منهم (٣) .

وقال أيضا: قيل لأبي عبد الله: يكره (٤) للرجل أن يحلق قفاه، أو وجهه. فقال: أما أنا فلا أحلق قفاي.

وقد روي فيه (٥) حديث مرسل عن (٦) قتادة


(١) في (ب د) والمطبوعة: المروزي، بالزاي، والصحيح بالذال، نسبة إلى مرو الروذ بخراسان.
انظر: الأعلام للزركلي (١ / ٢٠٥) ؛ وطبقات الحنابلة (١ / ٥٦) ، وكذلك في المغني والشرح الكبير (المروذي) (١ / ٧٥) في المغني؛ وشذرات الذهب (٢ / ١٦٦) ، والمروذي هو أحمد بن محمد بن الحجاج بن عبد العزيز، أبو بكر، المروذي، من أصحاب الإمام أحمد المقربين إليه فكان يأنس به وينبسط إليه لورعه وفضله، وروى عن الإمام أحمد مسائل كثيرة، توفي سنة (٢٧٥) .
انظر: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (١ / ٥٦- ٦٣) ، (ت ٥٠) وشذرات الذهب (٢ / ١٦٦) .
(٢) حلق القفا: المقصود به حلق شعر الرأس من القفا، أي مؤخرة الرأس.
(٣) انظر: المغني والشرح الكبير (١ / ٧٥) في المغني فقد ذكر هذه الرواية، وانظر: المصنف لعبد الرزاق فقد ذكر ما يشبه هذا عن عمر بن الخطاب (١١ / ٤٥٣، ٤٥٤) .
(٤) في المطبوعة: تكره.
(٥) أي: حلق القفا.
(٦) في (أ) : عن أبي قتادة ولعل ما أثبته من النسخ الأخرى أصح؛ لأنه ورد عن قتادة التابعي أنه روى عن عمر شيئا في كراهة حلق القفا، كما أن الإرسال يكون من التابعي، وأبو قتادة صاحبي. انظر: مصنف عبد الرزاق (١١ / ٤٥٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>