للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاضت (١) المرأة فيهم لم يؤاكلوها، ولم يجامعوها في البيوت فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم (٢) فأنزل الله عز وجل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ (٣) قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [البقرة: ٢٢٢] (٤) إلى آخر الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

اصنعوا كل شيء إلا النكاح. فبلغ ذلك اليهود، فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه، فجاء أسيد بن حضير (٥) وعباد بن بشر (٦) فقالا: يا رسول الله، إن اليهود تقول كذا وكذا، أفلا نجامعهن. فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أن (٧) قد وجد (٨) عليهما فخرجا


(١) في (ب) : فيهم المرأة.
(٢) النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: لم تذكر في (أ) .
(٣) في المطبوعة: انتهى هنا وقال: إلى آخر الآية، وهو خلاف النسخ الأخرى، كما أثبته.
(٤) سورة البقرة: من الآية ٢٢٢.
(٥) هو الصحابي الجليل: أسيد بن الحضير بن سماك بن عبيك الأنصاري، الأشهلي، من السابقين إلى الإسلام من الأنصار، وهو أحد النقباء ليلة العقبة، حضر أحدا وكان ممن ثبت، آخى الرسول بينه وبين زيد بن حارثة، وقال فيه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "نعم الرجل أسيد بن حضير"، وكان أبو بكر يقدمه، توفي رضي الله عنه سنة (٢٠ هـ) في عهد عمر. انظر: الإصابة (١ / ٤٩) ، ترجمة (٢٨٥) أ.
(٦) هو الصحابي الجليل: عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري، أسلم قبل الهجرة بالمدينة، وشهد بدرا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى صدقات سليم ومزينة، ثم بني المصطلق، وشهد اليمامة في قتال مسيلمة، وأبلى بلاء حسنا حتى استشهد فيها، وذلك سنة (١٢ هـ) ، وعمره (٤٥) سنة رضي الله عنه.
انظر: طبقات ابن سعد (٣ / ٤٤٠، ٤٤١) .
(٧) في (ب) : أنه.
(٨) وجد: أي غضب. انظر: مختار الصحاح، مادة (وج د) ، (ص٧١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>