للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيضا عن جابر (١) بن عبد الله رضي الله عنهما (٢) أنه قال: «اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر (٣) يسمع الناس تكبيره، فالتفت إلينا فرآنا قياما، فأشار إلينا فقعدنا، فصلينا بصلاته قعودا، فلما سلم قال: إن كدتم آنفا (٤) تفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا، ائتموا بأئمتكم إن صلى قائما فصلوا قياما وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا» . رواه مسلم (٥) وأبو داود (٦) من حديث الليث (٧)


(١) هو الصحابي الجليل: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم، الأنصاري السلمي، أحد المكثرين للرواية عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، شهد العقبة، وأكثر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كانت له بعد وفاة رسول الله حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم، توفي رضي الله عنه سنة (٧٤ هـ) أو (٧٦ هـ) . انظر: الإصابة في تمييز الصحابة (١ / ٢١٣) ، ترجمة رقم (١٠٢٦) .
(٢) في (ب) : عنه. والتثنية أصح لأن لأبيه صحبة. انظر: الإصابة (١ / ٢١٣) .
(٣) هو: عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر القرشي، أبو بكر الصديق، خليفة رسول الله، أول من أسلم من الرجال، ولد بعد عام الفيل بسنتين ونصف، ولازم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل البعثة وبعدها، وصحبه في الهجرة وحضر المشاهد كلها، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأفضل الصحابة، بويع بالخلافة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى توفي في جمادى الأولى سنة (١٣ هـ) وعمره (٦٣) سنة.
انظر: الإصابة (٢ / ٣٤١- ٣٤٤) ، (ت ٤٨١٧) .
(٤) في (ج د ط) : أن تفعلوا. وفي مسلم: "لتفعلون. ".
(٥) انظر: صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب ائتمام المأموم بالإمام، حديث رقم (٤١٣) ، (١ / ٣٠٩) .
(٦) انظر: سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب الإمام يصلي من قعود، حديث رقم (٦٠٦) ، (١ / ٤٠٥) .
(٧) هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث، الإمام المصري، من كبار الأئمة في وقته في الفقه والعلم والفتوى، ومن رواة الحديث الحفاظ الثقات، وثقه سائر أئمة الحديث، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: "وقال ابن حبان في الثقات: كان من سادات أهل زمانه فقها وورعا وعلما وفضلا وسخاء"، توفي رحمه الله سنة (١٧٥ هـ) ، وكانت ولادته سنة (٩٥ هـ) .
انظر: تهذيب التهذيب (٨ / ٤٥٩- ٤٦٥) ، ترجمة رقم (٨٣٢) ل.

<<  <  ج: ص:  >  >>