للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه قوله فيما رواه أحمد عن أبي بن كعب (١) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعزى بعزاء (٢) الجاهلية، فأعضوه (٣) بهن (٤) أبيه، ولا تكنوا» (٥) .

وأيضا عن أبي مالك الأشعري (٦) رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن (٧) الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة وقال: النائحة إذا لم تتب قبل


(١) هو الصحابي الجليل: أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية، الأنصاري النجاري، كان من أصحاب العقبة الثانية، وشهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، سيد القراء، ومن أصحاب الفتيا في الصحابة، وقال له الرسول: "ليهنك العلم أبا المنذر"، وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك"، وكان عمر يسميه: سيد المسلمين، توفي رضي الله عنه في خلافة عثمان سنة (٢٣ هـ) .
انظر: الإصابة (١ / ١٩، ٢٠) ، (ت ٣٢) .
(٢) قال البغوي في شرح السنة: "قوله: من تعزى بعزاء الجاهلية: أي انتسب وانتمى، كقولهم: يا لفلان، ويا لبني فلان، يقال: عزوت الرجل وعزيته: إذا نسبته، وكذلك كل شيء تنسبه إلى شيء".
شرح السنة للبغوي (١٣ / ١٢١) ، شرح الحديث رقم (٣٥٤١) .
(٣) فأعضوه بهن أبيه: الهن: الذكر. أي قولوا له: اعضض ذكر أبيك. ولا تكنوا. أي: صرحوا بلفظ الذكر بدون كناية، وهذا دليل على شناعة التعزي بعزاء الجاهلية.
انظر: شرح السنة للبغوي (١٣ / ١٢١) .
(٤) في (أط) : فأعضوه هن.
(٥) مسند أحمد (٥ / ١٣٦) ورواه أيضا عبد الله بن الإمام أحمد بسند آخر عن أبي بن كعب. انظر: المسند (٥ / ١٣٣) وإسناد الحديث صحيح.
(٦) أبو مالك هذا اختلف فيه اختلافا كثيرا، والأرجح أنه: الحارث بن الحارث الأشعري، له صحبة. انظر: تهذيب التهذيب (١٢ / ٢١٨، ٢١٩) ، (ت ١٠٠٢) ؛ والإصابة (١ / ٢٧٥) ، (ت ١٣٨٤) .
(٧) في (ب) : لا يتركوهن.

<<  <  ج: ص:  >  >>