للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلينصره» (١) فهذان الاسمان (٢) المهاجرون والأنصار اسمان شرعيان جاء بهما الكتاب والسنة وسماهما الله بهما كما سمانا المسلمين (٣) من قبل وفي هذا، وانتساب الرجل إلى المهاجرين (٤) أو الأنصار انتساب حسن محمود عند الله وعند رسوله، ليس من المباح الذي يقصد به التعريف فقط، كالانتساب إلى القبائل والأمصار، ولا من المكروه أو المحرم، كالانتساب إلى ما يفضي (٥) إلى بدعة أو معصية أخرى.

ثم مع هذا لما دعا كل (٦) منهما طائفة منتصرا بها أنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وسماها دعوى الجاهلية حتى قيل له: إن الداعي بها إنما هما غلامان لم يصدر ذلك من الجماعة فأمر بمنع الظالم، وإعانة المظلوم ليبين النبي (٧) صلى الله عليه وسلم أن المحذور (٨) إنما هو تعصب الرجل لطائفته مطلقا فعل أهل (٩) الجاهلية، فأما نصرها بالحق من غير عدوان فحسن واجب أو مستحب.

ومثل هذا ما روى أبو داود وابن ماجه عن واثلة بن


(١) صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب نصر الأخ ظالما أو مظلوما، حديث رقم (٢٥٨٤) ، (٤ / ١٩٩٨) .
(٢) في (ط) : اسمان.
(٣) في (ب) : مسلمين.
(٤) في (أب) والمطبوعة: والأنصار.
(٥) في (أب) : يقتضي بدعة.
(٦) في المطبوعة: كل واحد منهما.
(٧) في (أج د ط) : ليبين صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(٨) في المطبوعة: أن المحذور من ذلك.
(٩) في (ب) : فعل الجاهلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>