للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمقصود (١) أن من هؤلاء الثلاثة من ابتغى في الإسلام سنة جاهلية فسواء قيل: متبع (٢) أو مبتغ، فإن الابتغاء هو الطلب (٣) والإرادة فكل من أراد في الإسلام أن يعمل بشيء من سنن الجاهلية دخل في هذا الحديث.

والسنة الجاهلية كل عادة كانوا عليها فإن السنة هي العادة وهي الطريق التي تتكرر لنوع الناس (٤) مما يعدونه عبادة، أو لا يعدونه عبادة قال تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} [آل عمران: ١٣٧] (٥) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من كان قبلكم» (٦) والاتباع هو الاقتفاء والاستنان، فمن عمل بشيء من سننهم فقد اتبع (٧) سنة جاهلية، وهذا نص عام يوجب تحريم متابعة كل شيء من سنن الجاهلية في أعيادهم وغير أعيادهم (٨) ولفظ الجاهلية قد يكون اسما للحال وهو الغالب في الكتاب والسنة، وقد يكون اسما لذي الحال.

فمن الأول قول (٩) النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: «إنك امرؤ فيك جاهلية» (١٠) .


(١) في (أب ط) : والمقصود هنا أن من.
(٢) في (ج د) : مبتغ أو غير مبتغ. وفي المطبوعة: مبتغيا أو غير مبتغ.
(٣) في (ط) : المطلوب.
(٤) في المطبوعة: قال: تتكرر لتتسع لأنواع الناس. وهو خلاف جميع النسخ.
(٥) سورة آل عمران: من الآية ١٣٧.
(٦) الحديث مر تخريجه، راجع فهرس الأحاديث.
(٧) في (ج د) : تبع.
(٨) ومن ذلك ما يحاول بعض الناس اليوم إحياءه من أمور الجاهلية الأولى على أنها من التراث الذي يعتز به، كإحياء اسم عكاظ: وهو سوق من أسواق الجاهلية، ودار الندوة: وهي من منتديات قريش في الجاهلية، ونحو ذلك.
(٩) في (ب) : قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(١٠) مر الحديث (ص ٢٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>