للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيب، ولا تشبهوا باليهود.» (١) دليل على أن التشبه بهم يحصل بغير قصد منا، ولا فعل بل بمجرد ترك تغيير ما خلق فينا وهذا أبلغ من الموافقة الفعلية الاتفاقية.

وقد روى في هذا الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن التشبه بالأعاجم وقال: «من تشبه بقوم فهو منهم» (٢) ذكره القاضي أبو يعلى (٣) .

وبهذا احتج غير واحد من العلماء على كراهة أشياء من زي غير


(١) انظر: تخريج الحديث (ص ٢٠٠) .
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب اللباس، باب في لبس الشهرة، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" (٤ / ٣١٤) ، الحديث رقم (٤٠٣١) ؛ وأحمد في المسند عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "بعثت بين يدي الساعة. " الحديث، إلى قوله: "ومن تشبه بقوم فهو منهم"، مسند أحمد (٢ / ٥٠) ، وقد تقدم قول المؤلف عنه بأن إسناده جيد - يعني إسناد أبي داود - وقال في الفتاوى (٢٥ / ٣٣١) : "هذا حديث جيد"، وذكره ابن حجر في فتح الباري (٦ / ٩٨) ، وذكر له شاهدا مرسلا بإسناد حسن، وذكره السيوطي في الجامع الصغير وأشار أنه "حسن" (١ / ٥٩٠) ، حديث رقم (٨٥٩٣) ، وقال الألباني في صحيح الجامع الصغير: "صحيح"، رقم (٦٠٢٥) .
(٣) هو: محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد الفراء، أبو يعلى، القاضي، من مشاهير علماء الحنابلة في القرن الخامس الهجري، ومن فحول العلماء في الأصول والفروع وسائر فنون العلم، تولى القضاء، وله مصنفات كثيرة منها: الأحكام السلطانية، والكفاية، والعدة، وشرح الخرقي وغيرها، توفي سنة (٤٥٨ هـ) ، وكانت ولادته سنة (٣٨٠) .
انظر: طبقات الحنابلة (٢ / ١٩٣- ٢٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>