للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرجع في حده إلى عرف اللفظ، بل هو من العبادات، والعبادات (١) يرجع (٢) في صفاتها ومقاديرها إلى الشارع، كما يرجع في أصلها إلى الشارع.

ولأنه لو جاز الرجوع فيه إلى عرف الناس في الفعل، أو في مسمى التخفيف، لاختلفت الصلاة الشرعية الراتبة، التي يؤمر (٣) بها في غالب الأوقات، عند عدم المعارضات المقتضية للطول أو للقصر، اختلافا متباينا (٤) لا ضبط له، ولكان لكل أهل عصر ومصر، ولكان لكل أهل حي وسكة، بل لأهل كل مسجد عرف في معنى اللفظ، وفي عادة الفعل، مخالفا لعرف الآخرين، وهذا مخالف لأمر الله ورسوله حيث قال: «صلوا كما رأيتموني أصلي» (٥) ولم يقل: كما يسميه أهل أرضكم خفيفا، أو كما يعتادونه، وما أعلم أحدا من العلماء يقول ذلك فإنه؛ يفضي إلى تغيير الشريعة، وموت السنن، إما بزيادة وإما بنقص، وعلى هذا دلت سائر روايات الصحابة.

فروى مسلم في صحيحه عن زهير (٦) عن سماك بن حرب (٧) قال:


(١) في (ج) : العيادات. وهو تصحيف.
(٢) في (ب) : ترجع.
(٣) في المطبوعة: أمرنا.
(٤) في المطبوعة: مباينا.
(٥) الحديث مر تخريجه (ص ٣٠٨) .
(٦) هو: زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل بن زهير الجعفي، أبو خيثمة، الكوفي، من الحفاظ الثقات المكثرين للحديث، أخرج له الستة وغيرهم، توفي سنة (١٧٢هـ) ، وكانت ولادته سنة (١٠٠هـ) . انظر: تهذيب التهذيب (٣ / ٣٥١ـ ٣٥٣) ، (ت ٦٤٨) .
(٧) هو: سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البكري الكوفي، أبو المغيرة، صدوق، من الطبقة الرابعة، توفي سنة (١٢٣هـ) .
انظر: تقريب التهذيب (١ / ٣٣٢) ، ترجمة رقم (٥١٩) س.

<<  <  ج: ص:  >  >>