للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحده طول لنفسه ما شاء، وكان (١) يقرأ في الركعة بالبقرة وآل عمران والنساء، ويركع (٢) نحوا من قيامه، ويرفع نحوا من ركوعه، ويسجد نحوا من قيامه، ويجلس نحوا من سجوده (٣) .

ثم هذا القيام الذي وصفه أنس وغيره بالخفة، والتخفيف الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم قد فسره النبي (٤) صلى الله عليه وسلم بفعله وأمره وبلغ ذلك أصحابه فإنه لما صلى على المنبر قال: «إنما فعلت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي» (٥) وقال لمالك بن الحويرث (٦) وصاحبه (٧) «صلوا كما رأيتموني أصلي» (٨) .

وذلك: أنه ما من فعل في الغالب إلا وقد يسمى خفيفا بالنسبة إلى ما هو أطول منه، ويسمى طويلا بالنسبة إلى ما هو أخف منه، فلا حد له في اللغة، وليس الفعل (٩) من العادات: كالإحراز، والقبض، والاصطياد، وإحياء الموات، حتى


(١) في (أط) : فكان.
(٢) قوله: نحوا من قيامه ويرفع: سقطت من (ط) .
(٣) جاء ذلك في حديث أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل، حديث رقم (٧٧٢) ، (١ / ٥٣٦، ٥٣٧) .
(٤) النبي: سقطت من (ب) . وفي (أط) : رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(٥) هذا جزء من حديث أخرجاه في الصحيحين: انظر: صحيح البخاري، كتاب الجمعة، باب الخطبة على المنبر، حديث رقم (٩١٧) ، من فتح الباري، (٢ / ٣٩٧) ، ورواه مسلم في كتاب المساجد، باب جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة، حديث رقم (٥٤٤) ، (١ / ٣٨٦، ٣٨٧) ، وأحمد في المسند (٥ / ٣٣٩) في مسند سهل بن سعد.
(٦) هو الصحابي الجليل: مالك بن الحويرث بن أشيم بن زياد الليثي، سكن البصرة، وله أحاديث في الصحيحين والسنن، توفي سنة (٧٤هـ) .
انظر: الإصابة (٣ / ٣٤٢، ٣٤٣) ، (ت ٧٦١٧) .
(٧) لم أجد لصاحبه ذكرا في المصادر التي اطلعت عليهما، وانظر: فتح الباري (٢ / ١١٢) .
(٨) الحديث في صحيح البخاري، وقد مر تخريجه (ص ٣٠٨) .
(٩) في المطبوعة زاد: في الصلاة، وهو تفسير للكلمة، وكان الأولى إثباته في الحاشية؛ لأنه لا يوجد في كل النسخ المخطوطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>