للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعته وهو يقرأ {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات: ١] (١) فقالت: يا بني، لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرأ بها في المغرب (٢) .

فقد أخبرت أم الفضل: أن ذلك آخر ما سمعته يقرأ بها في المغرب، وأم الفضل لم تكن من المهاجرات، بل هي من المستضعفين، كما قال ابن عباس: (٣) كنت أنا وأمي (٤) من المستضعفين، الذين عذرهم الله " (٥) . فهذا السماع كان متأخرا.

وكذلك في الصحيح عن زيد بن ثابت (٦) " أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطولى الطوليين (٧) . وزيد من صغار الصحابة.


(١) سورة المرسلات: الآية ١.
(٢) صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح، حديث رقم (٤٦٢) ، (١ / ٣٣٨) . وصحيح البخاري، كتاب الأذان، باب القراءة في المغرب، حديث رقم (٧٦٣) من فتح الباري، (٢ / ٢٤٦) .
(٣) في (ب) : رضي الله عنه.
(٤) في المطبوعة: كنت أنا وأبي، وهو خطأ، فأبوه العباس لم يكن من المستضعفين.
انظر: فتح الباري (٨ / ٢٥٥) .
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب التفسير، تفسير سورة النساء، باب قوله: " وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ "، رقم (٤٥٨٧) من فتح الباري، (٨ / ٢٥٥) .
(٦) هو الصحابي الجليل: زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد الأنصاري الخزرجي، من صغار الصحابة، أول مشاهده الخندق، وكانت معه راية بني النجار، ومن كتّاب الوحي، وتعلم القرآن صغيرا، فأمره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يتعلم السريانية ليأمن مكر اليهود فكان يقرأ ويكتب له بها، وجمع القرآن في عهد أبي بكر، وقال فيه الرسول: " أفرضكم زيد "، ومن العلماء الراسخين، توفي سنة (٤٥ هـ) .
انظر: الإصابة (١ / ٥٦١، ٥٦٢) ، ترجمة رقم (٢٨٨٠) .
(٧) صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب القراءة في المغرب، حديث رقم (٧٦٤) من فتح الباري، (٢ / ٢٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>