للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبتدعة، وإن كان كثير من عبادنا، قد وقعوا في بعض ذلك متأولين معذورين، أو غير متأولين (١) .

وفيه أيضا تنبيه على أن التشديد على النفس ابتداء، يكون سببا لتشديد آخر، يفعله الله: إما بالشرع وإما بالقدر.

فأما بالشرع: فمثل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخافه في زمانه من زيادة إيجاب أو تحريم، كنحو ما خافه لما اجتمعوا لصلاة (٢) التراويح معه (٣) ولما كانوا يسألون عن أشياء لم تحرم، ومثل: أن من نذر شيئا من الطاعات وجب عليه فعله، وهو منهي عن نفس عقد النذر، وكذلك الكفارات الواجبة بأسباب.

وأما بالقدر: فكثير (٤) قد رأينا وسمعنا من كان يتنطع في أشياء، فيبتلى أيضا بأسباب تشدد الأمور (٥) عليه، في الإيجاب والتحريم، مثل كثير من الموسوسين في الطهارة (٦) إذا زادوا على المشروع، ابتلوا بأسباب توجب حقيقة عليهم أشياء (٧) مشقة ومضرة.


(١) في المطبوعة زاد: ولا معذورين.
(٢) في (أ) : للصلاة للتراويح.
(٣) وذلك أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلَّى التراويح وصلى الصحابة خلفه، فلما صلى الفجر قال لهم: " أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها "، الحديث في صحيح البخاري، كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان، حديث (٢٠١٢) ، (٤ / ٢٥٠- ٢٥١) من فتح الباري.
(٤) في المطبوعة قال: فكثيرا ما.
(٥) في (أب ط) : الأمر.
(٦) في المطبوعة: الطهارات.
(٧) في المطبوعة: أشياء فيها عظيم مشقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>