للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: لا يجعل بمجرد ذلك قولا له؛ لأنه إنما حكاه فقط، ومجرد الحكاية لا يدل على الموافقة.

وفي لبس المنطقة أثر (١) وكلام ليس هذا موضعه.

ولمثل هذا تردد كلامه في القوس الفارسية، فقال الأثرم: سألت أبا عبد الله عن القوس الفارسية؟ فقال: " إنما كانت قسي الناس العربية ". ثم قال: " إن بعض الناس احتج بحديث عمر رضي الله عنه: (جعاب وأدم) (٢) ". قلت: حديث أبي عمرو بن حماس (٣) ؟ قال: " نعم " (٤) . قال: أبو عبد الله يقول: " فلا تكون جعبة إلا للفارسية (٥) والنبل فإنما هو قرن ".

قال الأثرم، قلت لأبي عبد الله: في تفسير مجاهد: {قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ} [فصلت: ٥] (٦) قال: " كالجعبة للنبل " (٧) قال: " فإن كان يسمي جعبة للنبل، فليس ما احتج به الذي قال هذا بشيء "، ثم قال: " ينبغي أن يسأل عن هذا أهل العربية ".


(١) ذكر ابن القيم في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية قال: لم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شد على وسطه منطقة. زاد المعاد (١ / ١٣١) .
(٢) الجعاب جمع جعبة وهي كنانة النشاب (التي توضع فيها السهام) .
انظر: القاموس المحيط، باب الباء، فصل الجيم (١ / ٤٨) .
(٣) في (ج د) : ابن حماش. والصحيح بالسين المهملة.
هو: أبو عمرو بن حماس بن عمرو الليثي، من الطبقة السادسة، من العباد المجتهدين، ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب عن أبي حاتم أنه مجهول. وقال ابن حجر في التقريب: "مقبول". توفي سنة (١٣٩ هـ) . انظر: تهذيب التهذيب (١٢ / ١٧٨) ، مادة (الكنى) ؛ وتقريب التهذيب (٢ / ٤٥٤) ، (ت ١٧١) ، مادة (الكنى) .
(٤) مسند عمر.
(٥) في (ب ج د) : إلا الفارسية.
(٦) سورة فصلت: من الآية ٥.
(٧) انظر: تفسير مجاهد، تحقيق السورتي، (ص ٥٦٩) ، ط الأولى، تفسير سورة فصلت: من الآية ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>