للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دينك " قلت: يا رسول الله، كيف أبغضك وبك هداني الله؟ قال: " تبغض العرب فتبغضني» .

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه (١) إلا من حديث أبي بدر شجاع بن الوليد (٢) .

فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم: بغض العرب سببا لفراق الدين، وجعل بغضهم مقتضيا لبغضه.

ويشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خاطب بهذا سلمان - وهو سابق (٣) الفرس ذو الفضائل المأثورة - تنبيها لغيره من سائر الفرس؛ لما علمه الله من أن الشيطان قد يدعو بعض (٤) النفوس إلى شيء من هذا.

كما أنه صلى الله عليه وسلم لما قال: «يا فاطمة (٥) بنت محمد، لا أغني عنك من الله شيئا،


(١) كذا في (أ) . وفي بقية النسخ: لا يعرف. وما أثبته أصح كما في الترمذي.
(٢) انظر: سنن الترمذي، كتاب المناقب، باب مناقب في فضل العرب، حديث رقم (٣٩٢٧) ، (٥ / ٧٢٣) . وأخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب معرفة الصحابة، فضل كافة العرب (٤ / ٨٩) ، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وقال الذهبي في التلخيص: " قلت: قابوس تكلم فيه ".
انظر: هامش المستدرك (٤ / ٨٩) .
(٣) أي أسبقهم إلى الإسلام فهو أول فارسي أسلم.
(٤) في (أ) : لبغض، وقد سقطت من المطبوعة.
(٥) هي: فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وزوج علي بن أبي طالب وأم الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتلقب بفاطمة الزهراء، وهي أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تزوجها علي رضي الله عنهما سنة ثنتين من الهجرة، وهي من الأربع سيدات نساء الجنة: فاطمة وخديجة ومريم وآسية، وتوفيت رضي الله عنها في شهر رمضان سنة (١١ هـ) .
انظر: الإصابة (٤ / ٣٧٧ - ٣٨٠) ، (ت ٨٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>