للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا عباس عم رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية (١) عمة رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئا، سلوني من مالي ما شئتم» (٢) كان في هذا تنبيه لمن انتسب لهؤلاء الثلاثة أن لا يغتروا (٣) بالنسب ويتركوا (٤) الكلم الطيب والعمل الصالح.

وهذا دليل على أن بغض جنس العرب، ومعاداتهم: كفر أو سبب للكفر، ومقتضاه: أنهم أفضل من غيرهم، وأن محبتهم سبب قوة الإيمان؛ لأنه لو كان تحريم بغضهم كتحريم بغض سائر الطوائف، لم يكن سببا لفراق الدين، ولا لبغض (٥) الرسول، بل كان يكون نوع عدوان، فلما جعله سببا لفراق الدين وبغض الرسول دل على أن بغضهم أعظم من بغض غيرهم، وذلك (٦) دليل على أنهم أفضل؛ لأن الحب والبغض يتبع (٧) الفضل، فمن كان بغضه أعظم، دل على أنه أفضل، ودل حينئذ على أن محبته دين؛ لأجل ما فيه من زيادة الفضل،


(١) هي: صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية، عمة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ووالدة الزبير بن العوام، وشقيقة حمزة بن عبد المطلب، أسلمت وعاشت إلى خلافة عمر.
انظر: الإصابة (٤ / ٣٤٨، ٣٤٩) ، (ت ٦٥٤) .
(٢) انظر: صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب قوله تعالى: / ٣٠ وأنذر عشيرتك الأقربين / ٣٠، حديث رقم (٢٠٥، ٢٠٦) بألفاظ تختلف قليلا عن سياق المؤلف هنا (١ / ١٩٢، ١٩٣) ، وانظر سنن الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في إنذار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قومه، حديث رقم (٢٣١٠) ، (٤ / ٥٥٤، ٥٥٥) وفي سياقه اختلاف يسير.
(٣) في (أ) : تغتروا.
(٤) في (أ) : تتركوا.
(٥) من هنا حتى قوله: دل على أن بغضهم، (سطر تقريبا) ساقطة (أ) .
(٦) في (ط) : ودل دليل.
(٧) في (ط) : تبع.

<<  <  ج: ص:  >  >>