للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم، هؤلاء يقرون على دينهم المبتدع، والمنسوخ، (١) مستسرين به، والمسلم لا يقر على (٢) مبتدع ولا منسوخ، لا سرا ولا علانية، وأما مشابهة الكفار فكمشابهة أهل البدع وأشد.

الوجه الثالث: (٣) أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس، وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس، بل عيدا، حتى يضاهى بعيد الله، بل قد يزيد عليه، حتى يكاد أن يفضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر. كما قد سوله الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام فيما يفعلونه في أواخر (٤) صوم النصارى، من الهدايا والأفراح، والنفقات، وكسوة الأولاد، وغير ذلك، مما يصير به مثل عيد المسلمين، بل البلاد المصاقبة للنصارى، التي قل علم أهلها وإيمانهم، قد صار ذلك أغلب عندهم وأبهى في نفوسهم من عيد الله ورسوله، على ما حدثني به الثقات.

وأما (٥) ما رأيته بدمشق، وما حولها من أرض الشام، مع أنها أقرب إلى العلم والإيمان، فهذا الخميس الذي يكون في آخر صوم النصارى (٦) يدور بدوران صومهم، الذي هو سبعة أسابيع، وصومهم؛ وإن كان في أوائل الفصل الذي تسميه العرب: الصيف، وتسميه العامة: الربيع، فإنه يتقدم ويتأخر ليس له حد واحد من السنة الشمسية، كالخميس الذي هو (٧) في أول نيسان، بل يدور في


(١) في المطبوعة زاد: بشرط أن يكونوا مستسرين.
(٢) في المطبوعة: على دين مبتدع.
(٣) في المطبوعة زاد: من الاعتبار، ثم قال: يدل أنه. . إلخ.
(٤) من هنا تنتهي الورقة الساقطة من (ب) ، وتبدأ الورقة التالية لها بقوله: (أواخر) وقد سبق التنبيه على بداية السقط (ص٥٢٧) .
(٥) في المطبوعة: ويؤكد صحة ذلك ما رأيته. . إلخ.
(٦) مر الحديث عنه (ص٣٥٦) ، وسيأتي (ص٥٣٤، ٥٣٥، ٥٣٩) .
(٧) هو: ساقطة من (أب ط) .

<<  <  ج: ص:  >  >>