للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم» (١) ". قال أبو عبد الله: " وكان (٢) يحيى بن سعيد يتقيه (٣) وأبى (٤) أن يحدثني به، وقد كان سمعه من ثور. قال: فسمعته من أبي عاصم (٥) .

قال الأثرم: وحجة أبي عبد الله في الرخصة في صوم يوم السبت: أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبد الله بن بسر، منها حديث أم سلمة حين سئلت: «أي الأيام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر صياما لها؟ فقالت: " السبت والأحد» (٦) .

ومنها: حديث جويرية (٧) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يوم الجمعة: «أصمت


(١) هذا هو الحديث السابق.
(٢) وكان: سقطت من (ط) .
(٣) في المطبوعة: ينفيه.
(٤) في (أط) : (أبى) بدون واو العطف.
(٥) انظر: المغني والشرح الكبير (٣ / ٩٩) في المغني.
هو: الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني، أبو عاصم النبيل، البصري، ثقة، ثبت، توفي سنة (٢١٢هـ) ، أخرج له الستة. انظر: تقريب التهذيب (١ / ٣٧٣) ، (ت١٦) .
(٦) جاء ذلك في حديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٤ / ٣٠٣) ، وابن خزيمة في صحيحه (٣ / ٣١٨) ، حديث رقم ٢١٦٧) ، وقال الألباني في هامش الكتاب: (إسناده حسن وصححه ابن حبان) ، وأحمد في المسند (٦ / ٣٢٤) ، والحاكم في المستدرك (١ / ٤٣٦) ، وذكر أن إسناده صحيح، وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٤ / ٢٣٥) .
(٧) هي: جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب الخزاعية، أم المؤمنين، كان اسمها: برة، ولما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم سماها (جويرية) ، وكان سباها يوم المريسيع فوقعت في سهم ثابت بن قيس، فكاتبته على نفسها فأدى عنها رسول الله وتزوجها، فأعتق الصحابة من سبي من قومها حين صاروا أصهار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم، وكانت من فضليات النساء أدبًا وفصاحة، توفيت رضي الله عنها بالمدينة المنورة سنة (٥٦هـ) وعمرها (٦٥) سنة. انظر: أسد الغابة (٥ / ٤١٩ ـ ٤٢١) ، والأعلام للزركلي (٢ / ١٤٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>