للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رمضان، وأتبعه بست من شوال» . . . . " (١) وقد يكون فيها السبت.

وأمر بصيام أيام البيض (٢) وقد يكون فيها السبت. ومثل هذا (٣) كثير (٤) .

فهذا الأثرم، فهم من كلام أبي عبد الله أنه توقف عن الأخذ بالحديث، وأنه رخص في صومه، حيث ذكر الحديث الذي يحتج به في الكراهة، وذكر أن الإمام في (٥) علل الحديث (يحيى بن سعيد) كان يتقيه، وأبى أن يحدث به، فهذا تضعيف للحديث.

واحتج الأثرم بما دل من النصوص المتواترة، على صوم يوم السبت، ولا يقال: يحمل النهي على إفراده؛ لأن لفظه: «لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم» والاستثناء دليل التناول، وهذا يقتضي أن الحديث عم صومه على كل وجه، وإلا لو أريد إفراده لما دخل الصوم المفروض ليستثنى فإنه لا إفراد فيه، فاستثناؤه دليل على دخول غيره، بخلاف يوم الجمعة، فإنه بين أنه إنما نهى عن إفراده.

وعلى هذا؛ فيكون الحديث: إما شاذا غير محفوظ، وإما منسوخا، وهذه طريقة قدماء أصحاب أحمد الذين صحبوه كالأثرم، وأبي داود.


(١) وتكملة الحديث " كان كصيام الدهر "، أخرجه مسلم في كتاب الصيام، باب استحباب صوم ستة من شوال، الحديث رقم (١١٦٤) ، (٢ / ٨٢٢ / ٨٢٢) .
(٢) جاء ذلك في حديث أخرجه البخاري. انظر: فتح الباري، الحديث رقم (١٩٨١) ، (٤ / ٢٢٦) ، ومسلم (٢ / ٨١٨) .
(٣) في (ب) : هذه.
(٤) في (أ) : كثيرة.
(٥) في: سقطت من (ط) .

<<  <  ج: ص:  >  >>