للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاجتهاد (١) فيتخلف عنه الذم لفوات شرطه أو لوجود مانعه، وإن كان المقتضي له قائما. ويلحق الذم من تبين له الحق فتركه، أو من قصر في طلبه حتى لم يتبين له، أو عرض عن طلب معرفته لهوى، أو لكسل (٢) أو نحو ذلك.

وأيضا، فإن الله عاب على المشركين شيئين:

أحدهما أنهم أشركوا به (٣) ما لم ينزل به سلطانا.

والثاني: تحريمهم ما لم يحرمه الله عليهم.

وبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فيما رواه مسلم، عن عياض بن حمار -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: إني خلقت (٤) عبادي حنفاء فاجتالتهم (٥) الشياطين، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا» (٦) .

قال سبحانه {سَيَقُولُ (٧) الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: ١٤٨]


(١) في (د) : على اجتهاده.
(٢) في (ب) : أو لشغل.
(٣) في (ب ج د) : بالله.
(٤) في المطبوعة: جعلت.
(٥) في (ب) : فاجتالهم الشيطان، وحرم عليهم ما أحللت لهم، وأمرهم. . الحديث. ومعنى اجتالتهم: أي حولتهم، وحرفتهم عن الحق.
(٦) صحيح مسلم، كتاب الجنة، باب الصفات التي يعرف بها أهل الجنة، الحديث رقم (٢٨٦٥) ، (٤ / ٢١٩٧) ، والحديث طويل، وجاء فيه ما أورده المؤلف، مع اختلاف يسير في الألفاظ، قوله: " وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأَمَرَتْهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا. . " الحديث.
(٧) في (أ) : وقال الذين أشركوا. . إلخ. وهذا صدر آية النحل ٣٥. والآية التي ساقها المؤلف آية الأنعام. وهذا خلط من الناسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>