للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) فجمعوا بين الشرك والتحريم، والشرك يدخل فيه كل عبادة لم يأذن الله بها، فإن (٢) المشركين يزعمون أن عبادتهم إما واجبة، وإما مستحبة، وأن فعلها خير من تركها.

ثم منهم من عبد غير الله ليتقرب بعبادته إلى الله، ومنهم من ابتدع دينا عبدوا به الله في زعمهم كما أحدثته (٣) النصارى من أنواع العبادات المحدثة.

وأصل الضلال في أهل الأرض (٤) إنما نشأ من هذين:

إما اتخاذ دين لم يشرعه الله.

أو تحريم ما لم يحرمه الله.

ولهذا كان الأصل الذي بنى الإمام أحمد وغيره من الأئمة عليه مذاهبهم أن أعمال الخلق تنقسم إلى:

عبادات يتخذونها دينا، ينتفعون بها في الآخرة، أو في الدنيا والآخرة (٥) .

وإلى عادات ينتفعون بها في معايشهم (٦) .

فالأصل في العبادات: أن لا يشرع منها إلا ما شرعه الله.

والأصل في العادات: أن لا (٧) يحظر منها إلا ما حظره الله.

وهذه المواسم المحدثة إنما نهى (٨) عنها لما حدث


(١) سورة الأنعام: من الآية ١٤٨.
(٢) في (أ) : قال المشركون.
(٣) في (ط) : أحدثه.
(٤) في أهل الأرض: ساقطة من (ب) .
(٥) والآخرة: سقطت من (أ) .
(٦) وإلى عادات. . إلخ: سقطت من (أ) .
(٧) في (أ) : أن يحظر.
(٨) في (أ) : نهى الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>