للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عيينة (١) . وهذا بلاغ منقطع لا يعرف قائله. والأشبه أن هذا وضع لما ظهرت العصبية بين الناصبة (٢) والرافضة (٣) فإن هؤلاء اتخذوا يوم عاشوراء مأتمًا (٤) فوضع أولئك فيه آثارًا تقتضي التوسع فيه، واتخاذه عيدًا، وكلاهما باطل.

وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سيكون في ثقيف كذاب ومبير» (٥) فكان الكذاب المختار بن أبي عبيد (٦) وكان يتشيع


(١) هو: سفيان. مرت ترجمته. انظر فهرس الأعلام.
(٢) الناصبة: هم الذين يبغضون عليًا وأصحابه. انظر: مجموع الفتاوى (٢٥ / ٣٠١) .
(٣) الرافضة: فرقة من فرق الشيعة الكبرى، بايعوا زيد بن علي، ثم قالوا له: تبرأ من الشيخين (أبي بكر وعمر) فأبى، فتركوه ورفضوه، أي قاطعوه وخرجوا من بيعته، ومن أصولهم: الإمامة، والعصمة، والمهدية، والتقية، وسب الصحابة، وغيرها. انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري (١ / ٨٩) ، والتنبيه والرد للملطي (٢٩ـ٤٥) ، وانظر القاموس المحيط (ر ف ض) ص٨٣٠. ط الرسالة.
(٤) في (ب) : مأثمًا.
(٥) أخرجه مسلم عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، في فضائل الصحابة، باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها، الحديث رقم (٢٥٤٥) ، (٤ / ١٩٧١، ١٩٧٢) بغير هذا اللفظ الذي أشار إليه المؤلف، وإنما لفظ مسلم: (إن في ثقيف كذابًا ومبيرًا) .
(٦) هو: المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو الثقفي، كان أول أمره يبغض عليًا ثم مال إلى التشيع حتى استحوذ على الكوفة فالتف إليه جماعات من الشيعة، فقاتل جيوش بني أمية، وكان يظهر ولاءه لابن الزبير فلما انتصر على جيش ابن زياد انفرد بالأمر وأظهر بدعته من التشيع والكهانة ودعوى الوحي إليه، وقاتله مصعب بن الزبير حتى هزمه وقتله سنة (٦٧) ، وعمره (٦٧) سنة. انظر: البداية والنهاية لابن كثير (٨ / ٢٨٩ ـ ٢٩٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>