للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للحسين، ثم أظهر الكذب والافتراء على الله. وكان فيها الحجاج (١) بن يوسف، وكان في انحراف عن علي وشيعته، وكان مبيرًا (٢) .

وهؤلاء فيهم بدع وضلال، وأولئك (٣) فيهم بدع وضلال وإن كانت الشيعة أكثر كذبًا وأسوأ حالًا.

لكن لا يجوز لأحد أن يغير شيئًا من الشريعة لأجل أحد، وإظهار الفرح والسرور يوم عاشوراء، وتوسيع النفقات فيه، هو من البدع المحدثة المقابلة (٤) للرافضة، وقد وضعت في ذلك أحاديث مكذوبة في فضائل ما يصنع فيه من الاغتسال، والاكتحال وغير ذلك. وصححها بعض الناس: كابن ناصر (٥) وغيره، وليس فيها ما يصح. لكن رويت لأناس اعتقدوا صحتها، فعملوا بها، ولم يعلموا أنها كذب، فهذا مثل هذا.


(١) هو: الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، عامل عبد الملك بن مروان وابنه الوليد على العراق، وكان حازمًا قويًا ظالمًا توفي سنة (٩٥هـ) . انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (٢ / ٢٩ـ٥٤) .
(٢) المبير: هو المهلك. يقال: أباره: أي أهلكه. سمي الحجاج بذلك لكثرة قتله. انظر: مختار الصحاح، مادة (ب ور) ، (ص٦٨) .
(٣) من هنا حتى قوله: المقتضي لاستحبابها مكروه (بعد ثلاث صفحات تقريبًا) : سقط من (د) .
(٤) أي المقابلة لعمل الشيعة حين بالغوا في التحزن وإقامة المآتم في هذا اليوم فجاء آخرون وبالغوا في مخالفتهم، فجعلوا يوم عاشوراء مناسبة فرح أشبه بالعيد. وكلا الفريقين سن ما لم يشرعه الله.
(٥) هو: أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر البغدادي المعروف بالسلامي من علماء القرن السادس، سمع الحديث والفقه على مذهب الشافعي، وكان كثير الحفظ والعناية بالأدب والنحو واللغة، وانتقل آخر عمره إلى مذهب أحمد في الأصول والفروع. توفي سنة (٥٥١هـ) ، وكانت ولادته سنة (٤٦٧هـ) . انظر: وفيات الأعيان (٤ / ٢٩٣، ٢٩٤) ، (ت٦٢٤) ، (٧ / ٣٣٠) ، وكتاب الذيل على طبقات الحنابلة (١ / ٢٢٥ ـ ٢٢٩) ، (ت١١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>