للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كان مع ذلك لا يستحبه (١) هذا هو المشهور عنه (٢) . وكرهه طائفة من الكوفيين والمدنيين: كإبراهيم النخعي (٣) وأبي حنيفة ومالك، وغيرهم.

ومن كرهه قال: هو من البدع، فيندرج في العموم لفظا ومعنى.

ومن رخص فيه قال: فعله ابن عباس بالبصرة (٤) حين كان خليفة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ولم ينكر عليه، وما يفعل في عهد الخلفاء الراشدين من غير إنكار لا يكون بدعة.

لكن ما يزاد على ذلك من رفع الأصوات الرفع الشديد في (٥) المساجد بالدعاء، وأنواع من الخطب والأشعار الباطلة مكروه في هذا اليوم وغيره. قال المروزي: سمعت أبا عبد الله يقول: "ينبغي أن يسر دعاءه؛ لقوله: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: ١١٠] (٦) . قال: هذا في الدعاء. قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: وكان (٧) يكره أن يرفعوا أصواتهم بالدعاء.

وروى الخلال بإسناد صحيح، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب قال: "أحدث الناس الصوت عند الدعاء" (٨) .

وعن سعيد بن أبي عروبة: أن مجالد بن سعيد (٩) سمع قوما يعجون في


(١) في (د) : لا يستقبحه.
(٢) المغني والشرح الكبير (٢ / ٢٥٩) .
(٣) انظر: السنن الكبرى للبيهقي (٥ / ١١٨) .
(٤) انظر: السنن الكبرى للبيهقي (٥ / ١١٨) ، حيث ذكر عن الحسن أن أول من صنع ذلك ابن عباس. وكذلك ذكر في المغني والشرح الكبير (٢ / ٢٥٩) .
(٥) في (ب د) : هنا في المساجد.
(٦) سورة الإسراء: من الآية ١١٠. وفي المطبوعة: أكمل الآية.
(٧) في المطبوعة: وكانوا يكرهون. وهو أقرب للصواب.
(٨) لم أجده. وكتاب الجامع للخلال لم أحصل عليه.
(٩) هو: مجالد بن سعيد بن عمير بن بسطام الهمداني، أبو عمرو، ويقال أبو سعيد، الكوفي، ليس بالقوي في الحديث، وقد تغير في أواخر عمره. مات سنة (١٤٤هـ) . انظر تقريب التهذيب (٢ / ٢٢٩) ، (ت ٩١٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>