للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشمع (١) على أطرافه حجارة تمسكه، وكان السقف بارزا إلى السماء وبني كذلك لما احترق المسجد والمنبر سنة بضع وخمسين وستمائة (٢) وظهرت النار بأرض الحجاز، التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى (٣) وجرت بعدها فتنة الترك (٤) ببغداد وغيرها (٥) .

ثم عمر المسجد والسقف كما كان، وأحدث حول الحجرة الحائط الخشبي، ثم بعد ذلك بسنين متعددة بنيت القبة على السقف، وأنكره من كرهه (٦) .


(١) في المطبوعة: شمع. والمشمع: ما عولج بالشمع من النسيج ونحوه.
انظر: المعجم الوسيط (١ / ٤٩٦) ، مادة (شمع) .
(٢) ذكر ابن كثير التفاصيل الواقعة في البداية والنهاية (١٣ / ١٩٣) في حوادث سنة (٦٥٤هـ) .
(٣) وذكر ابن كثير أيضا هذه الحادثة في البداية والنهاية (١٣ / ١٨٧ - ١٩٢) في حوادث سنة (٦٥٤هـ) أيضا، وهاتان الحادثتان وقعتا في سنة واحدة، وقصة النار المذكورة من معجزات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقد ورد الخبر الصحيح بوقوعها في الحديث المتفق عليه أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى ". أخرجه البخاري في كتاب الفتن، باب خروج النار، حديث رقم (٧١١٨) من فتح الباري، (١٣ / ٧٨) . ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، حديث رقم (٢٩٠٢) ، (٢ / ٢٢٢٨) .
(٤) كذا في جميع المخطوطات. وفي المطبوعة: (التتر) ، والمعنى واحد لأن المؤلف قد أشار فيما قبل أن التتار هم: بادية الترك. وذكره غيره أيضا. انظر (١ / ٤١٨) .
(٥) انظر: التفاصيل عن هذه الفتنة التي جرت سنة (٦٥٦هـ) ، والتي أنهت الخلافة العباسية واستباحت دماء المسلمين على يد هولاكو سلطان التتار وبتحريض من الرافضة الذين هم وراء أغلب الفتن في تاريخ الإسلام. في البداية والنهاية (٣ / ٢٠٠ - ٢٠٤) .
(٦) في المطبوعة: وأنكرها من أنكرها، وفي (أ) : وأنكرهن أكثرها، وهو خلط من الناسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>