للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أنا قد روينا في مغازي محمد بن إسحاق من زيادات يونس بن بكير (١) عن أبي خلدة خالد بن دينار، حدثنا أبو العالية (٢) قال: " لما فتحنا تستر (٣) وجدنا في بيت مال (٤) الهرمزان (٥) سريرا عليه رجل ميت، عند رأسه مصحف له، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر رضي الله عنه فدعا له كعبا (٦) فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل من العرب قرأه قراءة مثلما أقرأ القرآن هذا، فقلت لأبي العالية: ما كان فيه؟ ، قال: " سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم، وما هو كائن بعد " قلت: فما صنعتم بالرجل؟ قال: " حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة، فلما كان بالليل دفناه، وسوينا القبور كلها لنعميه على الناس لا ينبشونه " فقلت: ما يرجون (٧) منه؟ قال: " كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا


(١) هو: يونس بن بكير بن واصل الشيباني، أبو بكر، الجمال الكوفي، وثقه ابن معين، ومرة قال: صدوقا، وقال النسائي: ليس بالقوي، وأكثرهم يوثقه، إلا أنه يخطئ، أخرج له مسلم وغيره، توفي سنة (١٩٩هـ) .
انظر: تهذيب التهذيب (١١ / ٤٣٤ - ٤٣٦) ، (ت ٨٤٤) ؛ وتقريب التهذيب (٢ / ٣٨٤) ، (ت ٤٧٢) .
(٢) هو: رفيع بن دينار مرت ترجمته. انظر: فهرس الأعلام.
(٣) تستر هي: مدينة بإقليم خوزستان فتحها أبو موسى الأشعري أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. انظر: معجم البلدان لياقوت (٢ / ٢٩ - ٣١) .
(٤) في (أط) : مال بيت الهرمزان.
(٥) الهرمزان: من قواد الفرس الذين حاربوا جيوش الفتح في العراق، وهو ملك الأهواز، هزمه المسلمون حين فتحوا تستر، فأرسله أبو موسى إلى عمر بن الخطاب فأعلن إسلامه، وبقي في المدينة حتى قتله عبيد الله بن عمر متهما إياه بالتحريض على قتل عمر رضي الله عنهم.
انظر: البداية والنهاية لابن كثير (٧ / ٨٥ - ٨٨) .
(٦) هو كعب الأحبار، مرت ترجمته. انظر: فهرس الأعلام.
(٧) في المطبوعة: ما كانوا يرجون منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>