للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثابت، عن القرون الثلاثة التي أثنى النبي صلى الله عليه وسلم (١) عليها حيث قال: «خير أمتي القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» (٢) مع شدة المقتضي فيهم (٣) لذلك (٤) لو كان فيه فضيلة، فعدم (٥) أمرهم وفعلهم لذلك مع قوة المقتضي لو كان فيه فضل يوجب (٦) القطع بأن لا فضل فيه.

وأما من بعد هؤلاء، فأكثر ما يفرض: أن الأمة اختلفت، فصار كثير من العلماء أو الصديقين إلى فعل (٧) ذلك، وصار بعضهم إلى النهي عن ذلك، فإنه لا يمكن أن يقال: قد أجمعت الأمة على استحسان ذلك لوجهين:

أحدهما: أن كثيرا من الأمة كره ذلك وأنكره، قديما وحديثا.

الثاني: أنه من الممتنع أن تتفق الأمة على استحسان فعل لو كان حسنا لفعله المتقدمون، ولم يفعلوه، فإن هذا من باب تناقض الإجماعات، وهي لا تتناقض، وإذا اختلف فيه المتأخرون فالفاصل بينهم: هو الكتاب والسنة،


(١) في المطبوعة: أثنى عليها رسول الله.
(٢) هذا حديث متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب وباب فضائل أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم، حديث رقم (٣٦٥٠) ، من فتح الباري، (٧ / ٣) ولفظه " خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " الحديث. وأخرجه مسلم في كتاب وباب فضائل الصحابة، حديث رقم (٢٥٣٣، ٢٥٣٤، ٢٥٣٥) ، بلفظ البخاري. وباللفظ الذي أشار إليه المؤلف، لكن قال فيه الراوي: " والله أعلم أذكر الثالثة أم لا " يعني بعد قوله: " ثم الذين يلونهم " (٤ / ١٩٦٢ - ١٩٦٤) .
(٣) في المطبوعة: عندهم.
(٤) في (أ) : كذلك.
(٥) في (أط) : بعدم.
(٦) في (ط) : موجب.
(٧) فعل: ساقطة من (ط) .

<<  <  ج: ص:  >  >>