للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتبعين، ولا قام بهم (١) صدق ذلك الفاعل الذي (٢) لعله بصدق الطلب وصحة القصد يكفر عن الفاعل.

ومن هذا الباب ما يحكى من آثار لبعض الشيوخ، حصلت في السماع المبتدع، فإن (٣) تلك الآثار، إنما كانت عن أحوال قامت بقلوب أولئك الرجال، حركها محرك كانوا في سماعه إما مجتهدين، وإما (٤) مقصرين تقصيرا غمره حسنات قصدهم، فيأخذ الأتباع حضور صورة السماع وليس حضور أولئك الرجال سنة تتبع، ولا مع المقتدين (٥) من الصدق والقصد ما لأجله عذروا، أو غفر لهم، فيهلكون بذلك.

وكما يحكى عن بعض الشيوخ، أنه رئي بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: أوقفني بين يديه وقال لي: يا شيخ السوء، أنت الذي كنت تتمثل بسُعدى ولُبنى؟ لولا أني (٦) أعلم أنك صادق لعذبتك.

فإذا سمعت دعاء، أو مناجاة مكروهة في الشرع قد قضيت حاجة صاحبها (٧) فكثير ما يكون من هذا الباب. ولهذا كان الأئمة، العلماء بشريعة الله، يكرهون هذا من أصحابهم وإن وجد أصحابهم أثره، كما يحكى عن سمنون (٨) المحب قال: وقع في قلبي شيء من هذه الآيات، إلى دجلة.


(١) في (ب) : به.
(٢) في جميع النسخ: سقطت (الذي) وما أثبته من المطبوعة، وهو أنسب للسياق.
(٣) في (ج د) : فإنما.
(٤) في (ط) : أو مقصرين.
(٥) في المطبوعة: وليس مع المقلدين.
(٦) أني: سقطت من المطبوعة.
(٧) في المطبوعة: فاعلم أن كثيرا منها ما يكون.
(٨) في المطبوعة: سحنون. والصحيح (سمنون) كما هو مثبت.
وهو: سمنون بن حمزة الخواص، صوفي شاعر، سمى نفسه سمنون الكذاب! سكن بغداد وتوفي بها سنة (٢٩٠هـ) . انظر: حلية الأولياء لأبي نعيم (١٠ / ٣٠٩، ٣١٢) ، (ت ٥٨١) ؛ والأعلام للزركلي (٣ / ١٤٠) ؛ ومجموع الفتاوى للمؤلف (١٠ / ٦٩٠، ٦٩١، ٦٩٣) حيث ذكر طرفا من أحواله.

<<  <  ج: ص:  >  >>