للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند قبر أحمد بن حنبل، ومعروف الكرخي. وغيرهما وما يفعل عند قبر أبي يزيد البسطامي (١) . وكان يفعل نحو ذلك بحران، عند قبر يسمى قبر الأنصاري (٢) إلى قبور كثيرة، في أكثر بلاد الإسلام لا يمكن حصرها. كما أنهم بنوا على كثير منها مساجد وبعضها مغصوب، كما بنوا على قبر أبي حنيفة والشافعي وغيرهم.

وهؤلاء الفضلاء من الأئمة، إنما ينبغي محبتهم واتباعهم، وإحياء ما أحيوه من الدين، والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والرضوان، ونحو ذلك.

فأما اتخاذ قبورهم أعيادا، فهو مما حرمه الله ورسوله واعتياد قصد هذه القبور في وقت معين، أو الاجتماع العام عندها في وقت معين، هو اتخاذها عيدا، كما تقدم. ولا أعلم بين المسلمين (٣) أهل العلم في ذلك خلافا. ولا يغتر بكثرة العادات الفاسدة، فإن هذا من التشبه بأهل الكتابين، الذين أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه كائن في هذه الأمة.

وأصل ذلك: إنما هو اعتقاد فضل الدعاء (٤) عندها، وإلا فلو لم (٥) يقم


(١) هو: طيفور بن عيسى بن آدم بن عيسى بن علي البسطامي، أبو يزيد، من العباد والزاهدين ومن الغالبين في التصوف، حتى أثر عنه أنه تمادى فيما يسمى بالفناء الذي تزعمه الصوفية، وأثرت عنه كلمات إن صحت فهو ضال مبتدع، توفي سنة (٢٦١هـ) . انظر: وفيات الأعيان (٢ / ٣٥١) ، (ت ٣١٢) ؛ ومجموع الفتاوى (٢ / ٣١٣، ٤٦١) ، (١٣ / ٢٥٧) .
(٢) لم أستطع التعرف عليه.
(٣) المسلمين: سقطت من (د) .
(٤) الدعاء: ساقطة من (د) .
(٥) لم: ساقطة من (ط) .

<<  <  ج: ص:  >  >>