للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مالك فيما ذكره إسماعيل بن إسحاق (١) في المبسوط، والقاضي عياض (٢) وغيرهما: لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو، ولكن يسلم ويمضي (٣) . وقال أيضًا في المبسوط: لا بأس لمن قدم من سفر أو خرج، أن يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي عليه (٤) ويدعو لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما. فقيل له: فإن ناسا من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه (٥) يفعلون ذلك في اليوم مرة أو أكثر عند القبر، فيسلمون ويدعون ساعة، فقال: لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه (٦) ببلدنا، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك. ويكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده (٧) .

وقد تقدم في ذلك من الآثار عن السلف والأئمة، ما يوافق هذا ويؤيده من


(١) هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الجهضمي الأزدي، فقيه مالكي، ولد سنة (٢٠٠هـ) له مؤلفات منها: المبسوط، شواهد الموطأ، الأصول، السنن. توفي سنة (٢٨٢هـ) . انظر: طبقات الفقهاء للشيرازي (ص ١٦٤، ١٦٥) .
انظر: الأعلام للزركلي (١ / ٣١٠) .
(٢) هو: القاضي عياض بن موسى بن عياض بن عمر اليحصبي السبتي. إمام وقته ببلاد المغرب، في الحديث وعلومه والنحو واللغة، وله مصنفات جيدة، منها: التنبيهات، ومشارق الأنوار، وشرح كتاب مسلم، واشتهر بالذكاء وحسن السيرة، توفي سنة (٥٤٤) ، وكانت ولادته سنة (٤٧٦هـ) . انظر: وفيات الأعيان (٣ / ٤٨٣ - ٤٨٥) ؛ والأعلام للزركلي (٥ / ٩٩) .
(٣) (الشفا) للقاضي عياض (٢ / ٨٤) .
(٤) فيصلي عليه: سقطت من (أ) . وفي (ب) : ويدعو له فيصلي عليه، ويدعو له ولأبي بكر.
(٥) في المطبوعة: إلا يفعلون ذلك.
(٦) من هنا حتى قوله: أول هذه الأمة (سطر تقريبا) : سقط من (ج د) .
(٧) انظر: (الشفا) للقاضي عياض (٢ / ٨٧ - ٨٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>