للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثوانا» (١) أي (٢) ثم يخص الميت بالدعاء.

قال الله تعالى في حق المنافقين: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: ٨٤] (٣) الآية.

فلما نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عليهم والقيام على قبورهم - لأجل كفرهم - دل ذلك بطريق التعليل والمفهوم على أن المؤمن يصلى عليه ويقام على قبره. ولهذا في السنن: أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان إذا دفن الرجل من أصحابه يقوم على قبره، ثم يقول: " سلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل» (٤) .

فأما أن (٥) يقصد بالزيارة: سؤال الميت، أو الإقسام به على الله، أو استجابة الدعاء عند تلك البقعة، فهذا لم يكن من فعل أحد من سلف الأمة، لا الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان، وإنما حدث ذلك بعد ذلك. بل قد كره مالك وغيره من العلماء أن يقول القائل: زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم.


(١) أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما يقول في الصلاة على الميت، حديث رقم (١٠٢٤) ، (٣ / ٣٤٣، ٣٤٤) ، وليس فيه قوله: " إنك تعلم متقلبنا ومثوانا "، وقال الترمذي في هذا الحديث: " حديث ولد إبراهيم حديث حسن صحيح " (٣ / ٣٤٤) ، وأخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب الدعاء للميت، حديث رقم (٣٢٠١) ، (٣ / ٥٣٩) ، وفيه زيادة، وابن ماجه في كتاب الجنائز، الباب (٢٣) ، الحديث (١٤٩٨) ، (١ / ٤٨٠) . وأحمد في المسند. انظر: الفتح الرباني (٧ / ٢٣٥، ٢٣٦) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (١ / ٣٥٨) ، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وذكر له شاهدا صحيحا على شرط مسلم، ووافقه الذهبي في التلخيص (١ / ٣٥٨) .
(٢) في (أط) : لم يخص.
(٣) سورة التوبة: الآية ٨٤.
(٤) الحديث مر. انظر: فهرس الاحاديث، وطرفه "استغفروا لأخيكم. . ".
(٥) في (ج د) : قصد.

<<  <  ج: ص:  >  >>