للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن قبور الأنبياء لا تنبش ولا يكون ترابها نجسا، وقد قال صلى الله عليه وسلم عن نفسه: «اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد» (١) . وقال: «لا تتخذوا قبري عيدا» (٢) فعلم أن نهيه عن ذلك من جنس نهيه عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها؛ لأن الكفار يسجدون للشمس حينئذ، فسد الذريعة، وحسم المادة، بأن لا يصلى في هذه الساعة، وإن كان المصلي لا يصلي إلا لله، ولا يدعو إلا الله (٣) . وكذلك نهى عن اتخاذ القبور مساجد، وإن كان المصلي عندها لا يصلي إلا لله، ولا يدعو إلا الله (٤) ؛ لئلا يفضي ذلك إلى دعائها والصلاة لها (٥) .

وكلا الأمرين قد وقع، فإن من الناس من يسجد للشمس وغيرها من الكواكب ويدعو لها بأنواع (٦) الأدعية والتسبيحات (٧) ويلبس لها من اللباس والخواتم ما يظن مناسبته لها، ويتحرى الأوقات والأمكنة والأبخرة المناسبة لها في زعمه.

وهذا من أعظم أسباب الشرك الذي ضل به كثير من الأولين والآخرين؛ حتى شاع ذلك في كثير ممن ينتسب إلى الإسلام، وصنف فيه بعض المشهورين كتابا سماه: " السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم " (٨) على مذهب المشركين من الهند والصابئة، والمشركين من العرب وغيرهم، مثل طمطم (٩)


(١) انظر فهرس الأحاديث.
(٢) انظر فهرس الأحاديث.
(٣) ولا يدعوإلا الله: ساقطة من (ج د ط) .
(٤) ولا يدعو إلا الله: سقطت من المطبوعة.
(٥) في المطبوعة: إلى دعاء المقبورين والصلاة لهم.
(٦) في (ط) : من الأدعية.
(٧) في المطبوعات: والتعزيمات.
(٨) صنف هذا الكتاب: الفخر الرازي. انظر: (الأعلام) للزركلي (٦ / ٣١٢) . وانظر: تعليق محمد حامد الفقي على المطبوعة (ص٤٠٥) .
(٩) لم أجد له ترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>