للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الثالث: اللهم إني (١) استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم، غير رجل واحد، ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره (٢) حتى كثرت منه (٣) الأموال، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله، أد لي أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك: من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال يا عبد الله، لا تستهزئ بي، فقلت (٤) أنا لا استهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه (٥) فلم يترك منه شيئا، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون " (٦) .

فهؤلاء دعوا الله سبحانه بصالح الأعمال؛ لأن الأعمال الصالحة هي أعظم ما يتوسل به العبد إلى (٧) الله تعالى، ويتوجه به إليه ويسأله به؛ لأنه وعد أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات، ويزيدهم من فضله: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠] (٨) وهؤلاء دعوه بعبادته وفعل ما أمر به، من العمل الصالح، وسؤاله والتضرع إليه.

ومن هذا: يذكر عن الفضيل بن عياض (٩) أنه أصابه عسر البول فقال:


(١) أني: ساقطة من (أ) .
(٢) في المطبوعة: أجرته. وفي البخاري: كما أثبته.
(٣) في (ب ط) والمطبوعة: منها.
(٤) فقلت: سقطت من (أ) .
(٥) في (ب) : ولم.
(٦) صحيح البخاري، كتاب الإجارة، باب من استأجر أجيرا فترك أجره. .، الحديث رقم (٢٢٧٢) ، (٤٤٤٩) فتح الباري، ومسند أحمد (١ / ١١٦) ، (٣ / ١٤٢- ١٤٣) .
(٧) إلى الله: ساقطة من (ط) .
(٨) سورة غافر: من الآية ٦٠.
(٩) هو: الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي، الزاهد العابد، ثقة، أخرج له البخاري ومسلم وغيرهما، توفي سنة (١٨٧ هـ) . انظر: وفيات الأعيان (٤ / ٤٧ - ٥٠) ، (ت٥٣١) ؛ وتقريب التهذيب (٢ / ١١٣) ، (ت٦٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>