للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحبي (١) إياك إلا فرجت عني " ففرج عنه (٢) . وكذلك دعاء المرأة المهاجرة التي أحيا الله ابنها لما قالت: " اللهم إني آمنت بك وبرسولك، وهاجرت في سبيلك " (٣) وسألت الله أن يحيي ولدها. وأمثال ذلك.

وهذا كما قال المؤمنون: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ - رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: ١٩٣ - ١٩٤] (٤) .

فسؤال الله والتوسل إليه بامتثال أمره، واجتناب نهيه، وفعل ما يحبه، والعبودية والطاعة، هو من جنس فعل ذلك؛ رجاء لرحمة الله، وخوفا من عذابه، وسؤال الله بأسمائه وصفاته كقوله: «أسألك بأن لك الحمد أنت الله المنان بديع السماوات والأرض» ، و «بأنك أنت الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد» (٥) ونحو ذلك يكون من باب التسبب، فإن كون المحمود المنان يقتضي منته على عباده، وإحسانه الذي يحمده عليه.

وكونه (٦) الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد يقتضي (٧) توحده في صمديته (٨) فيكون هو السيد المقصود، الذي يصمد الناس إليه في كل حوائجهم، المستغني عما سواه، وكل ما سواه مفتقرون إليه (٩) لا غنى بهم عنه، وهذا سبب


(١) في (أب ط) : لك.
(٢) ذكره أبو نعيم في (حلية الأولياء) بسنده (٨ / ١٠٩) .
(٣) ذكره القاضي عياض في كتاب (الشفا) عن أنس (١ / ٢٦٨) .
(٤) سورة آل عمران: من الآيتان ١٩٣، ١٩٤.
(٥) الحديث مر (ص ٣٠٦) من هذا الجزء.
(٦) في (أ) : ولكونه.
(٧) في (أط) : يقضي.
(٨) في (ب ج د) : صمدانيته.
(٩) في (أط) : وكل مفتقرين إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>