للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: ١٩] (١) أخبر سبحانه أنه أنعم على بني إسرائيل بنعم الدين والدنيا، وأنهم اختلفوا بعد مجيء العلم بغيا من بعضهم على (٢) بعض.

ثم جعل محمدا صلى الله عليه وسلم على شريعة شرعها له (٣) وأمره باتباعها، ونهاه عن اتباع أهواء الذين لا يعلمون، وقد دخل في الذين لا يعلمون: كل من خالف شريعته.

وأهواؤهم: هو (٤) ما يهوونه، وما عليه المشركون من هديهم الظاهر، الذي هو من موجبات دينهم الباطل، وتوابع ذلك، فهم (٥) يهوونه، وموافقتهم فيه اتباع لما (٦) يهوونه، ولهذا: يفرح الكافرون (٧) بموافقة المسلمين في بعض أمورهم ويسرون به، ويودون أن لو بذلوا (٨) عظيما ليحصل ذلك، ولو فرض أن ليس الفعل من اتباع أهوائهم فلا ريب أن مخالفتهم في ذلك أحسم لمادة متابعتهم، وأعون على حصول مرضاة الله في تركها، وأن موافقتهم في ذلك قد تكون (٩) ذريعة إلى موافقتهم في غيره، فإن من حام حول الحمى أوشك أن يواقعه، وأي الأمرين كان؛ حصل المقصود في الجملة؛ وإن كان الأول أظهر.


(١) سورة الجاثية: الآيات ١٦ - ١٩.
(٢) في (أب) : من بعضهم لبعضهم.
(٣) في المطبوعة: على شريعة من الأمر شرعها له، وهو زيادة على ما في النسخ الأخرى.
(٤) في المطبوعة: هي.
(٥) في (ب) : فيهم.
(٦) في (أ) : اتباع ما يهوونه.
(٧) في (ب) : الكفار.
(٨) في المطبوعة: مالا عظيما، وهو زيادة على ما في النسخ الأخرى.
(٩) (ب) : قد يكون.

<<  <  ج: ص:  >  >>