للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له آدم: «أن هذا كان مكتوبا قبل أن أخلق. فحج آدمُ موسى» (١) كما قال تعالى {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: ٢٢] (٢) وقال تعالى {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: ١١] (٣) قال بعض السلف: " هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله فيرضى (٤) ويسلم " (٥) .

فهذا هو جهة (٦) احتجاج آدم بالقدر، ومعاذ الله أن يحتج آدم - أو من هو دونه من المؤمنين- على المعاصي بالقدر، فإنه لو ساغ هذا لساغ أن يحتج إبليس ومن اتبعه من الجن والإنس بذلك، ويحتج به قوم نوح وعاد وثمود، وسائر أهل الكفر والفسوق والعصيان، ولم يعاقب (٧) أحد، وهذا مما يعلم فساده بالاضطرار شرعا وعقلا.

فإن (٨) هذا القول لا يطرده أحد من العقلاء، فإن طرده يوجب (٩) أن لا يلام أحد على شيء، ولا يعاقب عليه. وهذا المحتج بالقدر لو جنى عليه


(١) جاء ذلك في حديث في الصحيحين. انظر: صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب وفاة موسى وذكره بعد الحديث رقم (٣٤٠٩) ، (٦ / ٤٤١) ، وصحيح مسلم، كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام، الحديث رقم (٢٦٥٢) ، (٤ / ٢٠٤٢ - ٢٠٤٤) .
(٢) سورة الحديد: الآية ٢٢.
(٣) سورة التغابن: الآية ١١.
(٤) في (ط) : فيسلم ويرضى.
(٥) أخرجه ابن جرير في تفسيره عن علقمة. تفسير ابن جرير (٢٨ / ٨٠) .
(٦) في (أ) : وجهة. وفي المطبوعة: وجه.
(٧) في المطبوعة: ولم يعاقب ربنا أحدا.
(٨) في (أط) : بأن.
(٩) في (أط) : موجب.

<<  <  ج: ص:  >  >>