للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقرون في منطقهم اليوناني: أن المطلق بشرط الإطلاق لا يكون في الخارج، فليس في الخارج حيوان مطلق بشرط الإطلاق، ولا إنسان مطلق بشرط الإطلاق، ولا موجود مطلق بشرط الإطلاق، بخلاف المطلق لا بشرط الذي يطلق على هذا وهذا، وينقسم إلى هذا وهذا، فإن هذا يقال: إنه في الخارج لا يكون إلا معينا (١) مشخصا (٢) أو يقولون إنه الوجود المشروط بنفي كل ثبوت عنه (٣) فيكون مشاركا لسائر الموجودات في مسمى الوجود، متميزا عنها بالعدم.

وكل موجود متميز بأمر ثبوتي، والوجود خير من العدم (٤) فيكون أحقر الموجودات خيرا من هذا (٥) الذي ظنوه وجودا واجبا، هذا إذا أمكن تحقيقه في الخارج، فكيف (٦) وذلك ممتنع؛ لأن المتميز بين الموجودين لا يكون عدما محضا، بل لا يكون إلا وجودا؟

فهؤلاء الذين يدعون أنهم أفضل المتأخرين، من الفلاسفة المشائين (٧) يقولون: في وجود واجب الوجود، ما يعلم بصريح المعقول الموافق لقوانينهم المنطقية: أنه قول بامتناع الوجود الواجب (٨) وأنه جمع بين النقيضين، وهذا


(١) في (أط) : إلا معنى.
(٢) من هنا حتى قوله: فهؤلاء الذين يدعون (خمسة أسطر تقريبا) : ساقطة من (أط) .
(٣) في المطبوعة: عنه منه.
(٤) في (ب) : من المعدم.
(٥) ما بين الرقمين ساقط من المطبوعة. وقال بدله: خير من العدم. ثم قال: وذلك ممتنع. .إلخ.
(٦) ما بين الرقمين ساقط من المطبوعة. وقال بدله: خير من العدم. ثم قال: وذلك ممتنع. .إلخ.
(٧) المشاء: الكثير المشي، والمشائي هو: الأرسطي، فالمشاؤون هم: أتباع أرسطو، سموا بذلك لأن أرسطو كان يعلم تلاميذه ماشيا، وهم يمشون. انظر: المعجم الفلسفي لجميل صليبا (٢ / ٣٧٣) ، باب الميم.
(٨) في المطبوعة: الوجود الواجب الوجود.

<<  <  ج: ص:  >  >>