للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في غاية الجهل والضلال.

وأما الرسل صلوات الله عليهم: فطريقتهم طريقة القرآن، قال سبحانه وتعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ - وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: ١٨٠ - ١٨٢] (١) .

والله تعالى يخبر في كتابه أنه: حي، قيوم، عليم، حكيم، غفور، رحيم، سميع، بصير، علي، عظيم، خلق (٢) السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش، وكلم موسى تكليما، وتجلى للجبل فجعله دكا، يرضى عن المؤمنين، ويغضب على الكافرين (٣) إلى أمثال ذلك من الأسماء (٤) والصفات.

ويقول في النفي {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١] (٥) {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: ٤] (٦) {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: ٦٥] (٧) {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} [البقرة: ٢٢] (٨) فنفى بذلك أن تكون صفاته كصفات المخلوقين، وأنه ليس كمثله شيء، لا في نفسه المقدسة، المذكورة بأسمائه وصفاته، ولا في شيء من صفاته ولا أفعاله: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا - تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: ٤٣ - ٤٤] (٩) .

فالمؤمن يؤمن بالله، وما له من الأسماء الحسنى، ويدعوه بها، ويجتنب


(١) سورة الصافات: الآيات ١٨٠- ١٨٢.
(٢) في (ب) : خالق.
(٣) في (أ) : الكافر.
(٤) الأسماء: ساقطة من (ج د) .
(٥) سورة الشورى: من الآية ١١.
(٦) سورة الإخلاص: الآية ٤.
(٧) سورة مريم: من الآية ٦٥.
(٨) سورة البقرة: من الآية ٢٢.
(٩) سورة الإسراء: الآيتان ٤٣، ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>