كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم

فصل في ذكر الأدلة على الأمر بمخالفة الكفار عموما وفي أعيادهم خصوصا - الاستدلال من القرآن على النهي عن اتباع الكافرين - ج: 1 - ص: 108

وبإزاء قبض أيديهم قوله في المؤمنين: {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [التوبة: ٧١] (١) فإن الزكاة - وإن كانت قد صارت حقيقة عرفية (٢) في الزكاة المفروضة - فإنها اسم لكل نفع للخلق: من نفع بدني، أو مالي. فالوجهان هنا كالوجهين في قبض اليد.

ثم قال: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: ٦٧] (٣) ونسيان الله ترك ذكره، وبإزاء ذلك (٤) في صفة المؤمنين: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [التوبة: ٧١] فإن الصلاة أيضا تعم الصلاة (٥) المفروضة، والتطوع، وقد يدخل فيها كل ذكر الله: إما لفظا وإما (٦) معنى، قال ابن مسعود (٧) رضي الله عنه: " ما دمت تذكر الله فأنت في صلاة وإن كنت في

---

(١) سورة التوبة: من الآية ٧١.
(٢) في المطبوعة حقيقة شرعية.
(٣) سورة التوبة: من الآية ٦٧.
(٤) في المطبوعة زاد: قال.
(٥) في (أب) : نعم المفروضة.
(٦) في (أب) : أو معنى.
(٧) هو الصحابي الجليل: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن، حليف بني زهرة، أسلم مبكرا في مكة حين أسلم سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب، وقيل: إنه أسلم سادس ستة، وهو أول من جهر بالقرآن بمكة حتى أوذي في ذلك، خدم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهاجر الهجرتين، وصلى القبلتين، وشهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد، من أعلم الصحابة بالقرآن والتفسير، وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بذلك، وجهه عمر بن الخطاب إلى الكوفة يعلم الناس، واستقدمه عثمان إلى المدينة، وتوفي بها عام ٣٢هـ. راجع: أسد الغابة (٣ / ٢٥٦ - ٢٦٠) ؛ والإصابة (٢ / ٣٦٨ - ٣٧٠) ، (ت ٤٩٥٤) .