بلادهم الجنوبية فلهم شجر باسق كالنخل والنارجيل ذو ثمر يؤكل «١» وأوراق في طول ذراع وعرض ثلاث أصابع مضمومة يسمّونها «تاري» ويكتبون عليها ويضمّ كتابهم منها خيطّ ينظمها من ثقبة في أوساطها فينفذ في جميعها، وأمّا في واسطة المملكة وشمالها فانّهم يأخذون من لحاء شجرة «التوز» الذي يستعمل نوع منه في أغشية القسيّ ويسمّونه «بهوج»«٢» في طول ذراع وعرض أصابع ممدودة فما دونه ويعملون به عملا كالتدهين والصقل يصلب به ويتملّس ثمّ يكتبون عليها وهي متفرّقة يعرف نظامها بأرقام العدد المتوالي ويكون جملة الكتاب ملفوفة «٣» في قطعة ثوب ومشدودة بين لوحين بقدرهما واسم هذه الكتب «بوتي» ورسائلهم وجميع أسبابهم تنفذ في التوز أيضا؛ فأمّا خطّهم فقد قيل فيه إنّه كان اندرس ونسى ولم يهتمّ له أحد حتى صاروا أمّيّن وزاد ذلك في جهلهم وتباعدهم عن العلم حتّى جدّد «بياس بن براشر» حروفهم الخمسين بالهام من الله واسم الحرف «اكشر» وذكر بعضهم أنّ حروفهم كانت أقلّ ثمّ تزايدت وذلك ممكن بل واجب فقد كان «آسيذس» صوّر «٤» لتخليد الحكمة ستّة عشر رقما وذلك في زمان تسلّط بني اسرائيل على مصر ثمّ قدم بها «قيمش» و «اغنون» إلى اليونانيّين فزادوا فيها أربعة أحرف واستعملوها عشرين وفي الأيّام التي فيها سمّ سقراط زاد «سمونون» فيها اربعة اخرى فتمّت عند اهل «أثينية» حينئذ أربعة وعشرين وذلك في زمان «اردشير بن دارا بن اردشير بن كورش» على رأي مؤرّخي اهل المغرب، وإنّما كثرت حروف الهند بسبب إفراد صورة للحرف الواحد عند تناوب الاعراب إيّاه والتجويف والهمزة والامتداد قليلا عن مقدار الحركة والحروف فيها ليست في لغة مجموعة وإن تفرّقت في لغات وخارجة من مخارج قلّما تنقاد لاخراجها آلاتنا فانّها لم تعتده