يلحنون عليه بالرقي فكان يستروح إلى ذلك ويحسّ بالشفاء في إشاراتهم بالأيدي والقضبان، وقد رأيتهم أنا في صيد الظباء وأخذها باليد، وادّعى بعضهم أنّه يسوقها من غير أخذ ويقودها إلى المطبخ، فلم أجد عندهم فيه غير التعويد والتدريج والثبات على التلحين الواحد ونجد قومنا كذلك في صيد الأيائل وهي أشمس من الظباء إذا رأوها رابضة أخذوا في الدوران عليهم يلحنون بصوت واحد لا يتغيّر إلى أن تعتاده ثمّ يأخذون في تضييق الدارة إلى أن تبلغ مقدار التمكّن من الضربة وهي ساكنة، بل صيّادوا القطا بالليل يضربون أواني الصفر بإيقاع لا يتغيّر فيصيدونها به باليد وإذا تغيّر الإيقاع طارت كلّ مطار؛ وهذه خواصّ ليس للرقي فيها مدخل، وربّما نسب السحر إليهم من جهة الخفّة في الملاعب على الخشب المنصوبة والحبال الممدودة، فقد تساوى «١» في هذا المعنى جميع الأمم.