إنّه إلى الآن يوجد في أرضه ما يوجد في البقاع المخرّبة بالبيات والمغافصة؛ ويبلغ من حرص جهّال ملوكهم على هذا الباب أنّ بعضهم ربّما رام أمرا فعرض له قتل عدّة من الصبيان الصغار الصباح فلا يبالي بالعظيمة فيهم ويعكف على إلقائهم في النار، ومثل هذا المطلب النفيس لو أحيل من الأمكنة إلى ما لا ينتهى إليه لكان أصوب فمن جملة كلام «أسفندياذ» عند موته كان «كاووس» أوتي المقدرة والأمور المعجبة المذكورة في كتاب الدين إذ ذهب إلى جبل قاف هرما قدحناه الكبر فانصرف منه شابّا طربا معتدل القامة ممتلئا من القوّة قد اتّخذ السحاب مركبا بإذن الله؛ فأمّا العزائم والرّقي فإيمانهم بها صادق وجمهورهم إليها مائلون والكتاب الذي لها مسند إلى «كرد «١» » وهو من بين الطيور مركب «ناراين» فبعضهم يصفه بصفات تدلّ على الصفرد ويستدلّ على فعله وذلك أنه عدوّ السمك بالصيد وفي طباع الحيوانات النفار عن الضدّ والاحتراس من العدوّ ثمّ إنّه إذا رفرف فوق الماء وصاح برز السمك من قرار الماء إلى وجهه وسهّلت عليه صيدها كأنّه ربطها بسحره، ومنهم من يصفه بصفات لا تعدو القلق، ووصف في «باج بران» بالصفرة وهو أقرب إلى اللقلق من الصفرد لما هو مجبول عليه من إهلاك الحيّات؛ وأكثر الرّقى ينصرف إلى السليم ويبلغ من إفراطهم في هذا الباب أنّي سمعت بعضهم يزعم أنّه رأى ملسوعا مات فرقي بعد موته حتى عاش وبقي في العالم حيّا يتردّد كغيره، وسمعت آخر يزعم أنّه رأى ملسوعا ميّتا قام بالرقية وتكلّم وأوصى ودلّ على الودائع وعرّف الأشياء ولمّا استنشق رائحة الطعام خرّ ميّتا هامدا، ومن رسمهم أنّ اللّسعة إذا نكأت في صاحبها ولم يظفر براق أن يشدّوا السليم على حزمة قصب ويضعون عليه ورقة مكتوبا فيها «دعاء لمن عثر عليه وأنقذه بالرقية من الورطة» ؛ ولست أدري ماذا أقول على عدم تصديق هذه الفنون وقد سمّ بعض من يسوء ظنّه بالحقائق فضلا عن الخرافات فحدّثني أنّه وجّه إليه بهنود موصوفين بهذا الشأن