الأرضين من غير أن يؤودها ثقلها، وأنّ هذه الأرضين المطبق بعضها على بعض ذوات خيرات ونعمة مزيّنة بالجواهر مشرقة بشعاعها دون النيّرين فإنّهما لا يطلعان فيها ولذلك يعتدل أهويتها ويدوم الرياحين ونور الأشجار والثمار بها، ويخفي الأزمنة على أهلها إذ لا يحسّون بحركات بعدّها ومقدارها سبعون ألف «جوزن» كلّ واحدة عشرة آلاف «١» ، وأنّ «نارذ» الرش وردها للنظارة ومشاهدة من يسكنها من جنسي «ديت» و «دانو» فاستنزر نعيم الجنّة بجنب نعيمها وعاد إلى الملائكة يقصّ ذلك عليهم ويعجّبهم من صفتها؛ قال: وإنّ وراء البحر العذب أرض الذهب ضعف جميع الديبات والبحار غير عامرة بإنس أو جنّ، ووراءها «لوكالوك» وهو جبل ارتفاعه عشرة آلاف «١» جوزن في مثل ذلك من العرض وجملة ذلك ١٥٠٠٠٠٠٠٠٠ أعني خمسين «٢»«كورتي» ، وهذه الجملة كلّها تسمّى بلغتهم مرة «دهاتر» أي ماسك جميع الأشياء ومرة «بدهاتر» أي مخلّيها وتسمّى أيضا مستقرّ كلّ حيّ، وما أشبه هذا بما عليه المختلفون في الخلاء وتصيير مثبتيه إيّاه علّة جذب الأجسام إليه وتصيير نفاته عدمه؛ ثمّ عاد إلى اللوكات فقال: إنّ كلّ ما أمكن أن تطأه رجل أو تجري فيه سفينة فهو «بهرلوك» ، فكأنّه أشار بذلك إلى وجه الأرض العليا. قال وما بين الأرض والشمس من الهواء الذي يتردّد فيه «سد» و «من» و «كندهرب» أصحاب الجنة فهو «بهربرلوك» ويسمّى مجموع الثلاثة «الثلاثة پرتوي» وما فوقها «بياس مندل» أي ولاية بياس، ومن الأرض إلى موضع الشمس مائة ألف «جوزن» ومن موضع الشمس إلى موضع القمر مثل ذلك ومن القمر إلى عطارد لكشان أي مائتا ألف ومنه إلى الزهرة كذلك ومنها إلى المرّيخ ثمّ المشتري ثمّ زحل أبعاد متساوية كلّ واحد مائتا ألف ومن زحل إلي بنات نعش مائة ألف ومن بنات نعش إلى القطب ألف جوزن وفوق ذلك «مهرلوك» عشرون