الجنوب، وخافه «اندر» الرئيس والروحانيّون فجاؤوا إليه متضرّعين يسألونه إهمال ما ابتدأ فيه على أن يحملوا سومدت ببدنه كما هو إلى الجنّة وفعلوا ذلك، فترك عمل العالم الثاني إلّا ما كان عمل منه إلى وقتئذ؛ ومعلوم أنّ القطب الشماليّ يوسم عندنا ببنات نعش والجنوبيّ بسهيل إلّا أنّ في بعض من يشبه العوامّ من أصحابنا من يزعم أنّ في ناحية الجنوب من السماء بنات نعش على هيئة الشماليّ تدور حول ذلك القطب، وليس ذلك بممتنع ولا مستبدع إن حصل خبره من جهة ممعن في أسفار البحر أمين ثقة، وقد يظهر في البقاع الجنوبيّة ما لا نعرفه من الكواكب، فقد زعم «شريبال «١» » أنّه يظهر في الصيف بمولتان كوكب أحمر منخفض عن مدار سهيل يسمّونه «شول «٢» » ، وهو خشبة الصلب وأنّ الهند يتشاءمون به ولذلك إذا كان القمر في «پوربا بترپت» لم يسافروا نحو الجنوب فإنّه فيه، وذكر «الجيهانيّ» في «كتاب المسالك» : انّ في جزيرة «لنكبالوس» يرى كوكب ضخم يعرف بذي الحمّة في الشتاء وقت السحر من جهة مشرق الشمس «٣» على ارتفاع كقامة الدّقل وقد يتألّف من ذنب الدبّ الأصغر ومؤخّره وكواكب صغار هناك شكل مستطيل يسمّى «فأس الرحا» ، و «برهمكوپت» يذكره بالسمكة، وللهند في تصويرها على هيئة حيوان مائيّ ذي أربع أرجل «٤» ، يسمّونه «شاكور» ويسمّى أيضا «ششمار» أخبار جزافيّة، وأظنّ ششمار هذا هو الضبّ الكبير فإنّ اسمه بالفارسيّة «سسمار» وبينهما مشابهة، ومنه مائيّ مثل التمساح والإسقنقور، فمن تلك الأساطير أنّ «براهم» لمّا أراد إيلاد البشر قسم نفسه بنصفين اسم الأيمن «براز» واسم الأيسر «من» وهو الذي سمّيت النوبة باسمه «منّنتر» ، وصار لمن ابنان أحدهما «بريربت» والآخر «أوتانپاذ» الملك الأحنف