ثلاث مائة وستّون جذبا ومثلها ارسالا، ولهذا اقتصر في مقدار كهري بأحد النوعين فجعل ثلاث مائة «١» وستّين نفسا مطلقا، ومتى كان مهورت مقدّرا بالأنفاس كان على معايير كهري والساعات المستوية، لكنّه يأبى ذلك ويخاصم مخالفيه الذين يزعمون ان مهورت انّما يكون للنهار خمسة عشر اذا كان العادّ لها على خطّ الاستواء او كان في وقتي الاستوائين على غير خطّ الاستواء بأنّ «ابجتي» يقع على نصف النهار وابتداء النصف الآخر فلو كان عدد مهورت في النهار مختلفا لكان عددها للاسم المذكور لنصف النهار مختلفا، وقد قال «بياس» في مولد «جذشتر» : انّه كان في النصف الأبيض نصف النهار في مهورت الثامن، فإن ظنّ الخصم من ذلك انّه كان يوم الاعتدال فقد قال فيه «ماركنديو» : انّه كان على تمام البدر من شهر «جيرت» ، وهذا عن وقت الاعتدال بعيد، وقال بياس ايضا في مولد «باسديو» أنّه كان في «آبجتي» عند مضيّ شباب الليل وانتصافه في ثامن النصف الأسود من شهر «بهادربت»«٢» وذلك أيضا بعيد عن وقت الاعتدال: وقال «بسشت» : ان في آبجتي قتل «باسديو»«ششبال» ابن اخت «كنس» ، وزعموا في قصّته انّه كان ولد بأربع أيد ونوديت أمّه من العلو «ان قاتله من اذا مسّه سقطت يداه الزائدتان» فأخذوا يضعونه في حجر كلّ من حضر فلمّا مسّه باسديو سقطت يداه كما قيل، فقالت له الخالة: انت لا شكّ قاتل ولدي، قال باسديو وهو في عدد الصبيان: لست فاعلا ذلك الّا ان يستحقّه بجرم يتعمّده ولا اؤاخذه الّا بعد ان يتجاوز سيّئاته عشرا، وبعد زمان كان «جذشتر» في عمل قربان للنار وقد حضره كلّ مذكور فاستشار «بياس» في ترتيب الحاضرين وما يستحق المقدّم عندهم من تقريب الماء والورد في طست اليه، فأشار بتقديم باسديو وكان ابن خالته حاضرا فأخذ في العربدة وأنّه احقّ بالإكرام من باسديو، وتجاوز الفخر الى