عندها لكان حارّا، ولكنّها تدفعه الى القمر ليقطر من عنده باردا فيحيي به العالم، وفيه أيضا: انّ حرارة الشمس وضياءها ربع حرارة النار وضيائها، وإنّها في الشمال تقع في الماء بالليل ولهذا يحمّر، وفيه ايضا: انّه كان في القديم الأرض والماء والريح والسماء، فرأى «براهم» تحت الأرض شررة، فأخرجها وجعلها اثلاثا، فثلث منها هي النار المعهودة المحتاجة الى الحطب المنطفئة بالماء، وثلث هي الشمس وثلث هي البرق، وفي الحيوان ايضا نار وهذه غير منطفئة بالماء، فإنّ الشمس تجذب الماء والبرق يلمع من خلال المطر والتي في الحيوان هي بين الرطوبات وتغتذى بها، وكأنّهم ذهبوا في هذا الى اغتذاء الأجرام العلويّة بالبخارات كما حكى «ارسطوطالس» ذلك عن قوم، وذلك انّ صاحب «بشن دهرم» صرّح بأنّ الشمس تغذي القمر والكواكب، ولو لم يكن الشمس لما كان كوكب ولا ملك ولا انس؛ واعتقادهم في اجرام الكواكب كلّها انّها كريّة الشكل مائيّة السخ غير مستنيرة والشمس من بينها ناريّة السخ مضيئة بالذات منيرة غيرها بالعرض اذا واجهها، وفي جملة الكواكب بالرؤية ما ليس بكواكب بالحقيقة وإنّما هي انوار قوم مثابين مجالسهم في علو السماء على كراسيّ بلّور، وقيل في بشن دهرم: انّ الكواكب مائيّة وشعاع الشمس ينيرها بالليل، ومن حصّل بصالح عمله في العلوّ مكانا جلس فيه على عرشه فإذا استنار عدّ من الكواكب، وسمّى جميعها «تاره» وهو اسم مشتقّ من «ترن» وهو المجاز، والمعبر امّا هؤلاء فكأنّهم جازوا شرّ الدنيا وحصلوا في النعيم وأمّا الكواكب فلأنّها تعبر السماء بالدوران، واسم «نكشتر» مقصور على كواكب المنازل، ولأنّ جميعها توسم بالكواكب الثابتة فيتناول جميعها ايضا اسم نكشتر فإنّ معناه انّه لا يزيد ولا ينقص، وأمّا أنا فأظنّ انّ هذه الزيادة والنقصان يتّجه على العدد والأبعاد فيما بينها ولكنّ صاحب الكتاب صرفه الى النور، فقال: كما يزيد القمر وينقص، ثمّ قال والكلام لماركنديو:
انّ الكواكب التي لا تفسد قبل تمام «كلب» هي في مرتبة «نخرب» يعني ١٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠، والتي تنزل قبل تمام كلب غير معلومة العدد، لا يكاد يعرفه