«برمر» عليه حرصا على ارج ريحه الّا بسواد حدقتها بين بياض المقلة متحرّكة بالغنج والدلال قد احتفّ بها شعر الحاجب، فإذا رأيت الحياض حينئذ قد أشرق عليها ضياء القمر فأضاء ماؤها الراكد وانفتح ما انضمّ على برمر من نيلوفرها الأبيض ظننتها وجه حسناء تنظر بعين دعجاء من مقلة بيضاء، فإن كان الأتيّ من سيول «برشكال» قد سال اليها بالحيّات والسموم والقاذورات فإنّ طلوع سهيل عليها يطهّرها من النجاسة ويخلّصها من الآفة، ولئن كان خطرة ذكر سهيل على باب الإنسان ماحية لآثامه الموجبة العقاب فانطلاق اللسان بمدحه ابلغ في حطّ الأوزار واكتساب الثواب! وقد ذكر اوائل الرشين ما يجب من القربان عند طلوع سهيل، وأنا أتحف الملوك بحكايته وأجعلها قربانا له، وأقول: انّ طلوعه يكون في الوقت الذي يظهر فيه بعض ضياء الشمس من المشرق ويجتمع ظلمة الليل في المغرب، وأوّل ظهوره يكون عسر الإدراك لا يهتدي له كلّ ناظر اليه، فسل المنجّم وقتئذ عن سمت مطلعه، وقدّم القربان المسمّى «ارك» الى تلك الجهة وافرش الأرض بما يتّفق من الورد والرياحين الأرجة بحسب تلك البقعة، وألق عليها ما بدا لك من الذهب والثياب والجواهر البحريّة وقدّم البخور والزعفران والصندل والمسك والكافور مع ثور وبقرة وطعام كثير وحلاوى، واعلم انّ من فعل ذلك سبع سنين متوالية بنيّة صالحة واعتقاد قويّ وثقة ملك بعدها كلّ الأرض والبحر المحيط بها من الجهات الأربع ان كان «كشتري» فإن كان «برهمنا» نال مراده وتعلّم «بيذ» وملك امرأة حسناء ورزق منها اولادا نجباء وإن كان «بيش» حصّل اراضي كثيرة وحوى «١» دهقنة جليلة، وإن كان «شودرا» اصاب مالا، ثمّ يعمّ جميعهم الصحّة والأمن وزوال الآفات وحصول الثواب، فهذا ما ذكر من قربان سهيل؛ وأمّا احكام «روهني» فقد قال «براهمهر» فيها انّ «كرك» و «بسشت» و «كشب» و «براشر» حدّثوا تلامذتهم انّ جبل «ميرو» مبنيّ من صفائح الذهب، وقد نجم