بالصفات ويتمايزون وسدّ هو الذي نال بعمله الاقتدار على ما شاء في الدنيا واقتصر على ذلك ولم يجتهد في طريق الخلاص وله الترقّي إلى مرتبة «رش» وإليها يتدرّج البرهمن فيسمّى «برهمرش» وإذا تدرّج إليها «كشتر» سمّى «راج رش» وليس ذلك لمن دونهما، و «رشين» هم الحكماء الذين على إنسيّتهم أفضل من الملائكة بسبب العلم ولذلك يستفيده الملائكة منهم فليس فوقهم إلّا براهم، ويسفل عن هؤلاء طبقاتهم الموجودة فيما بيننا ولذكرهم باب على حدة. وكلّ هؤلاء تحت المادّة فأمّا التصوّر ما «١» علاها فقلنا «٢» : إنّ الهيولى واسطة بين المادّة وبين التي فوقها من المعاني النفسانيّة والإلهيّة وإنّ فيه القوى الثلاث الأول بالقوّة فكأنّ الهيولى بما فيه جسر من العلوّ إلى السفل فما يسري فيه على القوّة الأولى خالصا يسمّى «براهم» و «پرجاپت» وأسماء أخر كثيرة من جهة الشرع والأخبار ومعناه راجع إلى الطبيعة في عنفوان فعلها لأنّ الإنشاء حتى خلق العالم منسوب إلى براهم عندهم، وما يسري فيه على القوّة الثانية يسمّى «ناراين» في الأخبار ويرجع معناه إلى الطبيعة عند انتهاء فعلها غايته فإنّها تجتهد حينئذ في الإبقاء كذلك اجتهاد ناراين في إصلاح العالم ليبقى، وما يسري فيه على القوّة الثالثة يسمّى «مهاديو» و «شنكر» وأشهر أسمائه «ردر» وهو للإفساد «٣» والإفناء كالطبيعة في أواخر فعلها وفتور قوّتها، وإنّما تختلف أسماؤهم بعد السريان في هذه المعارج والمدارج الى السفل فتختلف أفعالهم فأمّا قبل ذلك فالمنبع واحد ولذلك يجمعونهم فيه ولا يفرقون أحدهم عن الآخر ويسمّونه «بشن» وهذا الاسم بالقوّة الوسطى أولى بل لا يفرقون بينها وبين العلة الأولى ويذهبون مذهب النصارى في تمييز أسامي الأقانيم بالأب والابن وروح القدس بعضها من بعض وجمعها بجوهر واحد، فهذا ما يلوح من كلامهم عند النظر والتحصيل فأمّا على وجه الخبر