بنسخه وتذلّلوا بالطمع واشتهر الكتاب وارتفع؛ وقالوا في أوّليّة هذا العلم: إنّ أحد ملوكهم واسمه «سملواهن» وبالفصيح «ساتباهن» كان يوما في حوض يلاعب فيه نساءه فقال لإحداهنّ: «ماودكندهي» أي لا ترشّي عليّ الماء فظنّت أنّه يقول: «مودكندهى» أي احملي حلوى فذهبت فأقبلت به فأنكر الملك فعلها وعنّفت هي في الجواب، وخاشنت في الخطاب فاستوحش الملك لذلك وامتنع عن الطعام كعادتهم، واحتجب إلى أن جاءه أحد علمائهم وسلّى عنه بأن وعده تعليم النحو وتصاريف الكلام وذهب ذلك العالم إلى «مهاديو» مصلّيا مسبّحا وصائما متضرعا إلى أن ظهر له وأعطاه قوانين يسيرة كما وضعها في العربّية أبو الأسود الدئليّ ووعده التأييد فيما بعدها من الفروع فرجع العالم إلى الملك وعلّمه إيّاها وذلك مبدأ هذا العلم؛ ويتلوه «جند» وهو وزان الشعر المقابل لعلم العروض لا يستغنون عنه فإنّ كتبهم منظومة وقصدهم فيها أن يسهل استظهارها ولا يرجع في العلوم إلى الكتاب إلّا عن ضرورة وذلك لأنّ النفس توّاقة إلى كل ما له تناسب ونظام ومشمئزةّ عمّا لا نظام له ومن أجل هذا ترى أكثر الهند يهترون لمنظومهم ويحرصون على قراءته وإن لم يعرفوا معناه ويفرقعون أصابعهم فرحا به واستجادة له ولا يرغبون للمنثور وإن سهلت معرفته، وأكثر كتبهم «شلوكات» إنّا منها في بلايا فيما أمثّله للهند من ترجمة كتاب «اوقليدس» و «المجسطي» وأمليه في صنعة الأصطرلاب عليهم حرصا منّي على نشر العلم وأن يقع إليهم ما ليس لهم وعندهم فيشتغلون بعملها شلوكات لا يفهم منها المعنى لأنّ النظم محوج إلى تكلّف يتّضح عند ذكرنا اعدادهم وإلّا جهم بكتبتها كما هي منثورة فيستوحشون، والله ينصفني منهم؛ وأوّل من استخرج هذه الصناعة كان «پنكل» و «چلت» والكتب المعمولة في هذا الباب كثيرة وأشهرها كتاب «كيست» باسم صاحبه حتى لقّب العروض أيضا به وكتاب «مركلانچن» وكتاب «پنكل» وكتاب «اولياند» ولم أطّلع على شيء منها ولا على كثير من المقالة التي في «براهم سدهاند» في حسابها بحيث أتحقّق قوانين عروضهم ولا أستجيز مع ذلك الاعراض عمّا أتنسمّ